عملية اعمار غزة ..المهمة المستحيلة و الدور التركي المشبوه - صوت الضفتين

عملية اعمار غزة ..المهمة المستحيلة و الدور التركي المشبوه

 

 

قطاعُ غزة تعرَّض لأربعة حروب في تسع سنوات فقط  وهذه الحرب الخامسة.وكل مرة يتم فيها بناء ما هدمته اسرائيل.

هذه المرة تبدو عملية الأعمار محفوفة بالمخاطر وتكاد تكون مستحيلة على الأقل مثلما حدث في المرات السابقة لاعتبارات عديدة سنأتي على أهمها لاحقا.

حسب المعطيات الأولوية يلزم 100مليار دولا أمريكي على الأقل لإعادة اعمارغزة فالخسائر هذه المرة الأضرار أكبر من أن توصف حيث سوّيت حوالي 60بالمائة من المنازل و البنى التحتية العقارية بنسبة مائة بالمائة و10بالمائة تضررت كليا ومثلها تضررت جزئيا.

هذا إضافة الى خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة وكذلك المدارس .وبالتالي من المستحيل على أي دولة أو دولتين التكفل بهذه العملية مثلما وقع في المرات السابقة.خاصة وأن الأوضاع المعيشية ستكون عبئا إضافيا على المجتمع الدولي حيث ستخصص الاعتمادات الأكبر للمساعدات العاجلة من دواء و أكل و كهرباء دون أن ننسى أن وضعية السكان كانت متأزمة أصلا قبل 7أكتوبر حيث  يسجّل  قطاع غزة أكبر نسبة بطالة تناهز 45 في المائة، بينما يزداد المعدل بشكل أكبر بين الشباب ليصل إلى 70 في المائة والنتيجة نسبة 60بالمائة من الفقر . و منذ صعود حماس إلى السلطة في عام 2007، تعتمد 77 في المائة من العائلات في غزة على المعونات الغذائية والنقدية.و المتأتية أساسا من “الأونروا”.

ويرى مراقبون أن الأوضاع الاقتصادية المتردية بالقطاع كانت أحد المحركات الرئيسية للعملية طوفان الأقصى، خاصة أن هذا التصعيد سبقته سلسلة طويلة من الاحتجاجات من جانب سكان القطاع أكثرهم من الشباب.

وبالرغم من أن مطالب حماس سياسية، فإن تخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على غزة يُعد شرطاً رئيسياً للحفاظ على استقرار الأوضاع بالقطاع.وكان أبرز النقاط التي طرحت في الهدنة السابقة .

إعادة الاعمار..المهمة المستحيلة

مؤشرات هذه المهمة ظهرت في المؤتمر الإنساني حول غزة الذي عقد بباريس يوم9نوفمبر2023 حيث فشل في توفير الحدّ الأدنى من تمويل المساعدات لغزة وحتى المليار يورو الذي تعهّد به المشاركون  لم يتمّ تجميعه الى حد الان .وتقدّر الأمم المتحدة حاجة سكان غزة والضفة الغربية المحتلة، لنحو 1,2 مليار دولار حتى نهاية 2023.

ومنذ الأيام الأولى للحرب طرقت الولايات المتحدة الأمريكية باب الخليج لتأمين الأموال اللازمة لإعادة اعمار غزة لكن الإجابة كانت مختلفة عن المرات السابقة والحماس أقلّ لإعادة اعمار غزة حماس انما اشترطوا توحيد الضفة مع غزة تحت لواء السلطة الفلسطينية وأن تكون واشنطن المشرفة المباشرة على العملية برمتها .

هذا الشرط يبدو من قبيل الاعجاز فحماس لن ترضى ببناء حجر واحد في القطاع بأموال تديرها سلطة محمود عباس ولن تسمح بدخول الأمريكيين فهم يعتبرونهم الوجه الثاني للإسرائيليين .

لكن مقابل ذلك قد تلعب دولا مثل قطر و الامارات و السعودية دورا إنسانيا أكبر بصفة منفردة وقد تنسق قطر مع تركيا وتتم عملية الاعمار أو جزء منها عبر هذا الثنائي.

لكن الأقرب للواقع ان بقيت حماس في السلطة بعد انتهاء هو التجاء حكومته لإيران حليفها التقليدي وممولها الرئيسي ايران لكن العملية نفسها ليست بالسهولة التي نتصور بسبب الحصار المفرض على غزة ولن تسمح لا إسرائيل و لا الغرب بتولي طهران المهمة هناك وهم يعتبرونها مسؤولة عن الهجوم الكبير على غلاف غزة .

الدور التركي المشبوه

مع بداية الحديث عن إعادة اعمار غزة كان الأتراك أول الحائمين حول الذبيحة وهو نفس السيناريو الذي  نفذوه  في ليبيا وسوريا وهكذا يريدون أن يفعلوا في غزة بتمويل قطري كما قلنا.فهم يتعاملون مع الملف من زاوية براغماتية ربحية دون أن يخسروا علاقاتهم مع إسرائيل الشريك الاقتصادي الأبرز لهم في المنطقة و العلاقة هي أشبه بالزواج العرفي  و الذي قوامه أحبك في السر اكرهك في العلن.وما يترجم ذلك الخطابات الحماسية  للرئيس  أردوغان فهو يدرك أن العرب مسهبون في الكلام فسوق لهم ما يحبون من شتائم لإسرائيل وهو مجرد “بيّاع كلام” كما يقول الأشقاء المصريون.فتركيا تتحدث عن إدانة للغارات الإسرائيلية على غزة وفي نفس الوقت تواصل مصانعها تزويد جيشها بأطنان من الالبسة و الاغطية.. ولم يقم مصنعا واحدا بتخصيص يوم عمل للغزاويين العراة في هذا الشتاء القارس

أردوغان يبيع الكلام في غزة و يصدّر المنتجات لإسرائيل.

 

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *