حرب غزة .. خسائرهم لا تقارن بخسائر المقاومة ووجعهم أكبر - صوت الضفتين

حرب غزة .. خسائرهم لا تقارن بخسائر المقاومة ووجعهم أكبر

بقلم:نزار الجليدي

تقاس الحروب بخواتيمها و تتحدد الخواتيم بحجم الخسائر على كامل مسار الحرب .و اليوم وبعد مضيّ شهر و نصف تقريبا على عملية طوفتن الأقصى بدأت تتحدد ملامح الخسائر عند هذا الطرف أو ذاك .
أولى خسائر اسرائيل كانت عند تلقّيها الهجوم وهو ربح كبير للمقاومة ان كانت هي المبادرة فهذا يلخبط حسابات العدوّ و يجعل ردّة فعله بطيئة و غير محسوبة وهو ما حدث بالفعل حيث دام القصف الجوي الهمجي على غزة أكثر من شهر دون أن تكون لهم الجرأة على اتخاذ قرار الزحف البري .وهذا القصف لم يمسّ من البنية التحتية للمقاومة وهو ما تأكّد في ردّة فعلها القوية على الأرض حيث تم تدمير ما لايقل عن 200ألية عسكرية و جرافة .
خسائرغزة
الظاهر للعيان أنّ غزة خسرت الكثير و تم اعادتها الى العصر الحجري بعد أن تم قطع كل مقومات الحياة فيها و سويت تقريبا بالأرض .فضلا عن عشرا الالاف من الشهداء و ضعفهم من المصابين .
لكن القطاع تعوّد الوجع وتعوّد الدّمار وإعادة التعمير فمع كل الحروب السابقة كانت غزة تعود أقوى و أجمل .
خسائر فلكية لإسرائيل
خسائر إسرائيل كبيرة و موجعة وفوق الوصف وفق محللين اقتصاديين و عسكريين وما خسرته في ظرف شهر و نصف سواء على المستوى البشري أو الاقتصادي لم تخسره خلال كل حروبها الفارطة .فلم يسبق أن نالت المقاومة من العدو بقتل حوالي 3الاف شخص و أسر ما لايقل عن 200أسير.
أمّا في صفوف الجيش فقد قتل أكثر من 370 وهو الرقم المعلن من طرف إسرائيل لكن المقاومة تؤكّد أن العدد أكبر بكثير.
أماّ الخسائر الحقيقية و الأكثر وجعا فهي الاقتصادية و الاجتماعية و ما سيترتب عنهما في قادم السنوات .

فاقتصادهم يخسر 600 مليون دولار أسبوعيا مقابل عجز ب6 مليارات دولار في الموازنة المالية. هذه التكاليف ناجمة عن إغلاق العديد من المدارس، وإجلاء نحو 144 ألف عامل من المناطق القريبة من الحدود مع غزة ولبنان، إضافة إلى استدعاء حوالي 350 ألف جندي احتياطي للخدمة العسكرية، وهو ما يمثل 8% من القوى العاملة.

كما أجبرت إسرائيل على الغاء تصاريح العمل لآلاف العمال الفلسطينيين ما أدى إلى تباطؤ قطاع العقارات أكبر القطاعات تضررا من هذه الحرب.
وكبّدت الحرب في غزة إسرائيل عجزا في الموازنة بنحو 23 مليار شيكل، ما يعادل 6 مليارات دولار في أكتوبر، وهو ما يمثل ارتفاعا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.6% من 1.5% في سبتمبر.

وفي آخر بيان لوزارة المالية الإسرائيلية،فقد انخفضت الإيرادات بـنحو 15% على أساس سنوي الشهر الماضي بسبب التأجيلات الضريبية.
كما تراجع الاحتياطي الأجنبي في البنك المركزي الإسرائيلي بأكثر من 7 مليارات دولار في أكتوبر لدعم الشيكل.
هذه الأرقام هي فيض من غيض و ما خفي كان أعظم وتعوّ إسرائيل على الدعم اللامحدود للولايات المتحدة الأمريكية .لكن هذا الدعم سيصطدم بانكماش منتظر أيضا للاقتصاد الأمريكي و لا نعتقد أن واشنطن ستفتح أبواب خزانتها لتغرف منها تل أبيب كما تشاء.
وقد بات واضحا أن هذه الحرب سيحدّد مصيرها الاقتصاد ومدى صموده في إسرائيل .أمّا الغزّاويين فلم لديهم ما يخسرون و هم ماضون في الحرب الى ما لانهاية.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *