ليز تراس...هل تكون نسخة أخرى لتاتشر و تعمّق العداء القديم لفرنسا .. - صوت الضفتين

ليز تراس…هل تكون نسخة أخرى لتاتشر و تعمّق العداء القديم لفرنسا ..

لم يمرّ حدث انتخاب المحافظة ليز تراس على رأس الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون مرور الكرام بالنسبة للأوروبيين و خاصة الفرنسيين حيث أن الحدث كان يوم أمس الاثنين في لندن أمّا ارتداداته فكانت قوية ومسموعة في الاعلام الفرنسي الذي يترجم في جزء كبير منه تخوفات الايليزيه وحذره ممّن تلقّب بتاتشر الجديدة نسبة لرئيسة الوزراء التاريخية للفترة من 1979 إلى 1990، وهي أول امرأة تولّت رئاسة وزراء المملكة المتحدة وفترة حكمها في بلدها هي الأطول خلال القرن العشرين، وقد لازمها لقب «المرأة الحديدية».
وتراس صاحبة 47 عاما هي رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على “بريكست”، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.و من المفارقات أنها من أبوين يؤيدان حزب العمال، وتوجهاتهما يسارية، ودرست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أكسفورد.
ولتراس مواقف سابقة واضحة من فرنسا وأوربا عموما وهي تشترك مع الكثير من المحافظين في بريطانيا في حلم استعادة الامبراطورية البريطانية و تشترك معهم في كره دفين لفرنسا و للأوروبيين عموما حتى أن اجابتها حينما سألت عمّا اذا كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عدوّا أم صديقا ؟ لم تكن ديبلوماسية اطلاقا و ردّت” “الموضوع لم يحسم بعد”… وتابعت: “إذا فزت برئاسة الوزراء سأتعامل معه على أساس أفعاله لا أقواله”.
لكن اجابة ماكرون كانت أكثر وضحا حينما ردّ بالقول “نعيش في عالم معقد، تزداد فيه الديمقراطيات الاستبدادية، وقوى عدم التوازن… فإذا لم نتمكن، كفرنسيين وبريطانيين، من تحديد ما إذا كنا أصدقاء أم أعداء، فإننا نتجه نحو مشاكل خطيرة”. لكنّه أكّد أن بريطانيا هي “أمة صديقة، وقوية وحليفة”.
ومن الثابت أن الشابين ماكرون و تراس لن يكونا صديقين أبدا فلكل منهما حلمه الذي يتناقض مع الاخر و بتحقيقه يريد دخول التاريخ فماكرون يعتبر أنه يتحمّل عبء اعادة أوروبا الى الخارطة العالمية أكثر قوة و صلابة وهو يعتبر الأصلح لمهمة حمل راية الحرب و السلم و الاقتصاد و الاقتصاد الأوربية.
أمّا ليز تراس فانتخابها من قبل المحافظين يحمّلها مسؤولية احياء حلم الإمبراطورية البريطانية والذي يعتقد كثيرون أنه كاد يتبخّر بسبب الفاتورة الباهضة التي دفعتها بريطانيا خلال سنوات انضمامها للاتحاد الأوروبي.بسبب ملف عبور المهاجرين الغير شرعيين عبر بحر المانش باتجاه بريطانيا، والاتهامات التي وجهتها حكومة جونسون للسلطات الفرنسية بالتقصير في معالجة هذه الإشكالية. كما برز إلى الواجهة أيضا ملف تراخيص الصيد البحري الذي أدى إلى تصعيد من قبل الطرفين.
هذا فضلا عن توترات أخرى في علاقة بالاقتصاد و التبادل التجاري بين البلدين و ملف الطاقة .
غير أن هذه التخوفات تبدّدها صوفيا فاسيلوبولو، أستاذة السياسة الأوروبية في جامعة كينغز كوليدج التي ترى أن هذا العداء لا يمكن أن يستمر، منوّهة إلى أن حزب المحافظين براغماتي على الرغم من خطابه المتشدد. كما أنه أقدم حزب سياسي لا يزال نشطا في بريطانيا وسيكون قادرا على إدارة الأمور كما يجب”.

بقلم:نزار الجليدي

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *