"إبن سينا"أحد عباقرة الفلسفة في الإسلام والطب - صوت الضفتين

“إبن سينا”أحد عباقرة الفلسفة في الإسلام والطب

وُلد ابن سينا في بخارى في أوزبكستان. واشتهر في العصور الوسطى لإسهاماته الكبيرة في مجال الطب والفلسفة وعلم الفلك وعلم الحيوان والنبات وغيرها.
عدد مؤلفاته
بلغ عدد مؤلفات ابن سينا أكثر من 240 كتاب، وقد بينت كتاباته تأثره بمن سبقوه من العلماء والفلاسفة أمثال الفارابي وأرسطو.
مولده
وُلِد ابن سينا بالقرب من بلدة بُخَارى (تقع الآن في أوزبكستان) عام 980 م تقريبًا. اسمه بالعربية هو “أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا” ثم اختصر إلى إبن  سينا (إسمه باللاتينية Avicenna).
وبحلول الوقت الذي وُلِد فيه ابن سينا، كان “نوح بن منصور” هو سلطان بلدة بُخَارى لكنه كان يكافح من أجل الاحتفاظ بالحكم.
والده
كان والد”إبن سينا” حاكمًا لإحدى القرى، وقد تلقى تعليمه على يد والده، والذي كان منزله مكانًا لتجمع الناس من أجل التعلم في المنطقة، وكان “إبن سينا” طفًلا بارعًا، حيث كانت لديه ذاكرة قوية، وقدرته على التعلم أدهشت العلماء الوافدين إلى منزل والده.
لم يصلنا الكثير عن تفاصيل حياته المبكرة، إلَّا أنه ظهر عليه الفطنة والذكاء في وقت مبكر، وحفظ القرآن كله في عمر 10 سنوات. كما حفظ معظم الشعر العربي الذي قرأه.
إنجازات ابن سينا
عندما بلغ “إبن سينا” سن الثالثة عشر بدأ بدراسة الطب، وقد أتقن هذا المجال قبل سن السادسة عشر عندما بدأ في علاج المرضى، درس على يد الكثير من العلماء المسلمين العظماء.
كانت مهاراته في الطب تثبت أنه سيكون له شأنٌ كبير في المستقبل، وعندما تمكن من معالجة السلطان البخاري من مرضٍ غامض، سُمح “لابن سينا” بإستخدام المكتبة الملكية، وقد إستغل هذا الأمر على أكمل وجه.
وبحلول سن الحادية والعشرين، أضحى”إبن سينا” عالمًا كبيرًا وبدأ في تأليف الكتب، لم يكن مهتمًا بالخلافات السياسية وبقي على هذه الخطى لتجنب التورط في أية مشاكل.
مكانة إبن سينا
يعتبر “إبن سينا” المعلم الثالث بعد أرسطو وأفلاطون، وكان لكل منهم تأثير كبير في تحريك عقول الناس في وقتهم وبناء نهضة علمية وفكرية عظيمة. تُرجمت كتبهم وكتبهم إلى أكثر من لغة واحدة وانتشرت في أجزاء من الأرض.
إستقراره
استقر أخيرًا في أصفهان (في إيران حاليًا)، حيث سُمِحَ له بافتتاح مدرسته الخاصة للباحثين وإنتهى الأمر بكتابة أكثر من 240 كتابًا حول الفلسفة، والطب، وعلم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والأرصاد الجوية، وعلم النفس.
وفاة والده
انقلبت حياة”إبن سينا” رأسًا على عقب بعد وفاة والده. وبدون دعم من أي شخص، بدأ “إبن سينا” بالتجول والتنقل بين مدنٍ مختلفة. انتقل إلى خراسان وكان يعمل طبيبًا ومعلمًا، حيث كان في كل مساء يجمع الطلاب حوله للمناقشات الفلسفية والعلمية.
عمل بالقانون
كما عمل رجل قانون في جورجانج، وكان في خوارزم، ثم أصبح مدرسًا في جورغان ولعل أكثر ما يلفت النظر هو أنه واصل تقديم حلقات دراسية قيمة على الرغم من نمط حياته الفوضوية وغير المستقرة.
أعماله
أهم أعمال ابن سينا “كتاب الشفاء” حيث يُعتبر موسوعة علمية تغطي العديد من المجالات مثل المنطق، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، والهندسة، وعلم الفلك، والحساب والموسيقى. وكتاب آخر اسمه القانون في الطب وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب.
عدد مؤلفاته
بالإضافة إلى ذلك، ألف ابن سينا نحو 450 كتابًا، نجا منها إلى يومنا هذا نحو 240 فقط. من بين تلك الأعمال المتبقية، 150 في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، وهما أكثر مجالين ساهم فيهما ابن سينا أكثر من غيرهما. كما كتب عن علم النفس، والجيولوجيا، والرياضيات، وعلم الفلك، والمنطق. إلا أن أهم عمل له هو كتاب الشفاء. وهو واحد من أربعة أجزاء مخصصة للرياضيات. وقد ضمَّن ابن سينا علم الفلك والموسيقى والكثير من فروع الرياضيات داخل هذه الموسوعة.
قام ابن سينا بتقسيم الرياضيات إلى أربعة فروع، الهندسة، وعلم الفلك، والحساب، والموسيقى، ثم قسم كل من هذه المواضيع،كما قسَّم علم الفلك إلى الجداول الفلكية والجغرافية، والتقويم. وقسَّم الحساب إلى الجبر، وعمليات الجمع والطرح. وصنف الموسيقى أيضًا اعتمادًا على الآلات الموسيقية المختلفة.
أشهر أقوال ابن سينا
المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه.
بُلينا بقوم يظنوا أن الله لم يهد سواهم.
الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء.
العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها.
المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه.
بُلينا بقوم يظنوا أن الله لم يهد سواهم.
الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء.
العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها.
وفاة ابن سينا
بعد سجنه، قرر “إبن سينا” مغادرة همدان عام 1022 م إثر وفاة الأمير بويد الذي كان يعمل لديه، وسافر إلى أصفهان،هنا دخل إلى محكمة الأمير المحلي وأمضى السنوات الأخيرة من حياته في سلام، وأنهى في أصفهان كتاباته الرئيسية التي بدأت في همدان وكتب أيضًا العديد من الأعمال الأخرى في الفلسفة والطب واللغة العربية.
خلال إحدى الحملات العسكرية عام 1037، اُصيب إبن  سينا بآلام في البطن، وعالج نفسه بحبوب من الكرفس، تمكن من صُنعها بنفسه، ولكن قام أحد مساعدي إبن سينا بتخريب الأمر وذلك بمضاعفة نسبة المادة الفعالة في الدواء، مما تسبب في إصابته بالقرحة.
وخلال تحضير أدوية أخرى لاحقًا، حاول أحدهم تسميم “ابن سينا” أيضًا، فهو لم يكن بالطبع محبوبًا من قبل الجميع وبالنهاية، في عام 1037 م نجحت إحدى تلك المحاولات في تسميم “إبن سينا”، وتوفي أثناء سفره إلى همدان على الرغم من محاولته في إستخدام مهاراته الطبية لإنقاذ نفسه ولكن بلا فائدة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *