النهضة تتجه لتغيير اسمها... لو خرجت من جلدك ما عرفتك .. - صوت الضفتين

النهضة تتجه لتغيير اسمها… لو خرجت من جلدك ما عرفتك ..

بقلم نزار الجليدي

 

فيما يسير الاتجاه داخل ما تبقى من حركة النهضة الى تغيير اسمها استحضرتني قصة العراقي مع المروزيّ والتي تنطبق على مسار هذه الحركة منذ التأسيس الى اليوم.
القصة تقول إن رجلا من أهل مرو كان ولا يزال يحجّ ويتّجر، وينزل على رجل من أهل العراق، فيكرمه ويكفيه مؤونته. ثم كان كثيرا ما يقول لذلك العراقي: «ليت إني قد رأيتك بمرو، حتى أكافئك، لقديم إحسانك، وما تجدّد لي من البرّ في كل مرّة. فأما ههنا فقد أغناك الله عني» .

قال: فعرضت لذلك العراقي، بعد دهر طويل، حاجة في تلك الناحية؛ فكان مما هوّن عليه مكابدة السفر، ووحشة الاغتراب، مكان المروزيّ هناك. فلما قدم مضى نحوه في ثياب سفره، وفي عمامته وقلنسوته «١» وكسائه، ليحطّ رحله عنده، كما يصنع الرجل بثقته، وموضع أنسه. فلما وجده قاعدا في أصحابه، أكبّ عليه وعانقه، فلم يره أثبته، ولا سأل عنه سؤال من رآه قط. قال العراقي في نفسه: «لعل إنكاره إيّاي لمكان القناع» ؛ فرمى بقناعه، وابتدأ مساءلته، فكان له أنكر.

فقال: «لعله أن يكون إنما أتي من قبل العمامة» ؛ فنزعها ثم إنتسب، وجدد مساءلته، فوجده أشدّ ما كان له إنكارا. قال «فلعله إنما أتي من قبل القلنسوة» ؛ وعلم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل، فقال: «لو خرجت من جلدك لم أعرفك» .
الحركة الاخوانية تنوي تغيير اسمها كما قلنا للمرة الثالثة حيث تم تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي وسميت ب “الجماعة الإسلاميون”، قبل أن يتم تغيير اسمها خلال فترة الثمانينيات إلى “حركة الاتجاه الإسلامي” ومن ثم “حركة النهضة.

وخلال مؤتمرها العاشر عام 2016، أعلنت الحركة تحولها إلى حزب سياسي مدني بمرجعية إسلامية، واختيارها الفصل بين الجانب السياسي والدعوي، مع ترحيل الجانب الدعوي إلى المجتمع المدني.لكن ذلك بقي مجرد شعارات لم تنفذ ولم تنجح الحركة في التخلص من رواسبها وفي الأخير وجدت نفسها معلقة و هجينة لاهي بالاسلامية و لاهي بالمدنية وهو ما سارع بتلاشيها.
كما تنوي تغيير اسم مجلس الشورى الذي يوحي بمنحى ديني” وأمرهم شورى بينهم” الى اسم المجلس الوطني وفق ما صرّح به الجمي الوريمي نائب نائب رئيس الحركة.
هذا التوجه أعتبره محاولة فاشلة أخرى لكسب ثقة التونسيين لكن الأهم أن تغيير التسمية اذا صحت فسيحكم عليها بالإعدام النهائي .
لكن جدير بالذكر أن تغيير التسمية فعادة يتم تغيير أسماء الأحزاب كليا أو جزئيا في المؤتمرات وهو ليس واقع الحال مع هذه الحركة التي لن تتمكن من عقد مؤتمرها فهي لم تعد موجودة سوى على الورق فقط.
الشعب التونسي لم يعد يقبل بالإخوان وهو يغني على مسامعهم لوخرجتم من جلودكم ما قبلناكم.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *