مقال / دعم كامل لغزة و ادانة كاملة لإسرائيل .. أسرار تغريد اسبانيا خارج السرب الأوروبي - صوت الضفتين

مقال / دعم كامل لغزة و ادانة كاملة لإسرائيل .. أسرار تغريد اسبانيا خارج السرب الأوروبي

 

 

 

 

 

 

بقلم :نزار الجليدي

الحرب على غزة التي انطلقت يوم 7أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى انقسم العالم الى مواقف مختلفة تتلخص في ثلاثة .

أوّلها : انحياز أعمى لإسرائيل و اعتبار جرائمها في حق المدنيين الفلسطينيين دفاعا عن النفس وما تقوم به المقاومة إرهابا وتبنته كل من الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا وعدد من الدولة التابعة .

ثانيا: دول منحازة الى المقاومة والى الحق الفلسطيني وهي الشعوب العربية وبعض الحكام العرب ودول في أمريكا اللاتينية .

ثالثا: دول لا مع و لا ضدّ .

وسط هذه المواقف يبرز  الموقف الاسباني اللافت فهو كان منذ البداية مغايرا للموقف الأوروبي الذي تنتمي اليه وكانت مدريد من أول الدول التي أدانت العدوان وهو ما أثار تساؤلات عن السر وراء ذلك.وبسبب المقف الرسمي و المظاهرات العارمة المنددة بجرائم الاحتلال استدعت تل أبيب  مرتين خلال الحرب على غزة، السفير الإسباني بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، يوم الخميس الفارط، حول غزة، كما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين استدعاء سفيرة بلاده في مدريد للتشاور.

وكان سانشيز يوم الخميس، أن “من مصلحة الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية” وأضاف أن هذا الاعتراف هو في مصلحة أوروبا لسبب أخلاقي، لأن ما نراه في غزة غير مقبول.

والواقع أنّ  مواقف سانشيز من القضية الفلسطينية ليست وليدة 7أكتوبر فقد تعهد في خطاب تنصيبه  في ولاية جديدة مدتها أربع سنوات، العمل في أوروبا وإسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما لم يستبعد إمكانية اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية بشكل فردي.وقد  قام بتعيين وزيرة مولودة لأب فلسطيني في حكومته .وكرر ذلك يوم في 15 نوفمبر الماضي، حينما تعهد بأن تعمل حكومته للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعا إلى وضع حد لـ”القتل الأعمى للفلسطينيين” في غزة.

وهذه مواقف ليست بالغريبة لمن يتبعون التاريخ الاسباني فهذا البلد حكم قرونا من طرف المسلمين وتركوا فيه أحسن العلاقات واسبانيا توصف بأنها تضع قدما مع الأوروبيين و أخرى مع المسلمين .

ولم تنسى إسبانيا  وقوف العرب حينما لجأت  اليهم  خلال فترة ديكتاتورية فرانكو (1939-1975) بهدف فكّ عزلتها  التي فرضها عليها الغرب.

واعتبر الأستاذ في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، إساياس بارينادا، أن سانشيز سعى لسنوات لتعزيز مكانة إسبانيا الدولية، وهو يأمل أن يكون لموقفه “تأثير مضاعف” على بقية دول التكتل الأوروبي، في الوقت الذي تتعرض الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل لانتقادات في العالم العربي، مضيفا في تصريحات صحفية أنه يملك فرصة وعليه الكثير من الضغوط من جناحه اليساري والرأي العام للتحرك في اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

أبرز محطات التوتر بين اسبانيا و إسرائيل

*عارضت إسرائيل انضمام إسبانيا للأمم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب علاقة مدريد بألمانيا النازية.

*في 2006، وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، ظهر رئيس الوزراء الإسباني آنذاك خوسيه لويس رودريغيز بالكوفية الفلسطينية وانتقد إفراط حكومة إسرائيل باستعمال القوة ضد اللبنانيين.

*في 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

*عارضت إسبانيا عقب اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي تعليق الاتحاد الأوروبي المساعدات للفلسطينيين.

*خلال الحرب الحالية، قدمت إسبانيا، التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، اقتراحا بعقد مؤتمر للسلام في غضون 6 أشهر.

26* أكتوبر الماضي، طالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا، الدول الأوروبية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ومعاقبتها بسبب قتل المدنيين.

*في 25 نوفمبر الماضي، أعلنت بلدية برشلونة قطع العلاقات الإسرائيلية بشكل كامل حتى وقف إطلاق النار.

الحكومة الإسبانية قررت زيادة المساعدات التي تمنحها للفلسطينيين إلى 100 مليون يورو أخرى.

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *