الهدف من الضربات الاسرائيلية إسقاط النظام الإيراني ؟
ورقة رئيس التحرير

في ظل تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع وشخصيات مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، تثار تساؤلات حول الهدف الحقيقي لهذه العمليات: هل هي مجرد محاولة لتعطيل القدرات النووية لإيران، أم أنها جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى زعزعة النظام الإيراني داخليًا و إسقاطه. في سيناريو أشبه بما حدث في العراق .
تأتي هذه الضربات في إطار حملة استخباراتية وعسكرية طويلة الأمد، تستهدف ليس فقط المنشآت النووية بل أيضًا الشخصيات البارزة والعلماء الذين يشكلون العمود الفقري لهذا البرنامج. هذه العمليات تعكس حجم التخطيط والاستخبارات المسبقة، فضلاً عن وجود تعاون محتمل مع عناصر داخلية تساهم في نجاحها.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال أن الضربات تستهدف أيضاً تدمير الأذرع الأمنية والعسكرية للنظام، الأمر الذي يضع النظام تحت ضغوط متزايدة على المستويين الأمني والسياسي.
وقد جاء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا وفي اكثر من مناسبة ليؤكد هذه الأبعاد السياسية. إذ دعا الشعب الإيراني إلى انتفاضة ضد نظامه، واعتبر النظام الحاكم في طهران قمعيًا وفاسدًا، محرضًا على تغييره عبر مقاومة داخلية شعبية. هذا الخطاب يتجاوز أهداف الضربات العسكرية، ليضع إسقاط النظام على جدول الأعمال الإسرائيلي.
أما على أرض الواقع، فيشهد النظام الإيراني تصدعات عميقة، ليس فقط بين أجنحته المختلفة بل وأيضًا مع معارضيه الذين استعادوا بعض زخمهم الاجتماعي بعد سنوات من القمع والاحتجاجات المستمرة. الجيل الجديد في إيران يبتعد إيديولوجيًا عن الثورة الإسلامية ويطالب بحقوق وحريات لم تستجب لها السلطة.
هذه الظروف الداخلية تجعل من استهداف النظام الإيراني أولوية استراتيجية ليست فقط لإسرائيل بل لعدة دول وإطراف إقليمية ودولية ترى في استمرار النظام تهديدًا لمصالحها.
السيناريوهات المحتملة
-
تفاقم الاضطرابات الداخلية: استمرار الضربات والضغوط قد يؤدي إلى اتساع رقعة الاحتجاجات والمعارضة داخل إيران، ما قد يضع النظام في أزمة سياسية عميقة تهدد استقراره.
-
تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية: فقدان عناصر بارزة من البرنامج النووي وتدمير قدرات عسكرية قد يضعف النظام أمام أعدائه الإقليميين، مما قد يدفع إلى تصعيدات عسكرية أوسع في المنطقة.
-
التصعيد الإقليمي والدولي: قد ترد إيران بتكثيف أنشطتها الإقليمية أو بالتصعيد العسكري المباشر أو عبر وكلائها في المنطقة، ما يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع.
-
المفاوضات والتهدئة: في حال شعرت إيران بضغوط غير مسبوقة، قد تلجأ إلى التفاوض مع القوى الدولية أو حتى مع إسرائيل، خاصة إذا رأت أن الاستمرار في المواجهة سيكلفها المزيد من الخسائر.
-
ثورة داخلية أو تغيير نظام: وهو السيناريو الأبعد لكنه الأشد تأثيرًا، حيث قد تؤدي الضغوط والاحتجاجات إلى تحولات سياسية جذرية في إيران قد تصل إلى إسقاط النظام الحالي.ومن المتناقضات أن يشارك أصدقاء لإيران في التضليل الحاصل في الأسابيع الأخيرة وكان هؤلاء الأصدقاء يرددون أن التهديدات الأمريكية والصهيونية إنما هي للإستهلاك الإعلامي وتهدئة الداخل الإسرائيلي ولضرورة المزايدة لتحسين ظروف التفاوض في الملف النووي الإيراني، في حين أن الضربات كان يحضّر لها و نفذت في عمق جسد النظام .