يتلونون و ينافقون و يتحالفون مع الشيطان …حتى لا يعود الاخوان في تونس !
ورقة رئيس التحرير بقلم نزار الجليدي

في نهاية 2013 وبداية 2014 توّج الحوار الوطني في تونس باستبعاد حكومة النهضة و الترويكا وتغييرها بحكومة وحدة وطنية أو حكومة كفاءات غير متحزّبة برئاسة عضو الحكومة ذاتها مهدي جمعة في صفقة مريبة لم تتوضح معالمها بعد.حينها قال زعيم اخوان تونس راشد الغنوشي خرجنا من الحكومة ولم نخرج من الحكم !
هذا التصريح يلخص السياسة التي تتبعها حركة النهضة الأخوانية في التعاطي مع الحكومات المتعاقبة إذ كانت تحكم تونس من خلال هيمنتها على مجلس نواب الشعب وحتى عندما لم تفز بالاغلبية في انتخابات 2014 نجحت بسرعة في تفكيك الحزب الاول نداء تونس لتسترجع المبادرة وتصبح لها الكلمة الفصل في المجلس ويرهن رئيس حكومة الصدفة و المتمرّد على أولياء نعمته يوسف الشاهد إلى رهينة عندها .
وبعد انتخابات 2019 ورغبة منها تصل حدّ الشبقية بالحكم تحالفت عدوّ الأمس نبيل القروي الذي كانت شيطنته في الحملة الانتخابية التي سبقتها .
و لعبت نفس اللعبة (محاولة الحكم عبر البيادق) حيث نجحت في توظيف هشام المشيشي وأغرته بالتمرّد على من عيّنه ونعني به الرئيس قيس سعيد لكنّ ذلك لم يدم طويلا حيث وجد نفسه مطرودا ومطاردا و يردّد”جنت على نفسها براقش”
صحيح أنه بعد 25 جويلية2021 تخلص التونسيون من حركة النهضة بعد عشرية سوداء وتم انهاء دستورها ورمزية 14جانفي التي كادت تسقط الدولة إذ مكنت حركة النهضة من الحكم بالتحالف مع تجار حقوق الانسان و”” الديمقراطية ” لكنها اليوم تسعى الى العودة مجددا باستعمال سياسة التخفي و المهادنة أبرز ما يميز الفكر الاخواني .
وكأن التاريخ يعيد نفسه و كأن خضصومها التقليديين لا يتعضون من عضاضها المتكرر هاهي ترمي الطعم مجددا لشق كبير من جبهة 18أكتوبر التي آوتها في سنوات الجمر مع بن علي حينما كانوا مطاردين .
واليوم المتهمون في قضية التآمر على أمن الدولة هم نسخة مصغرة من جماعة 18أكتوبر و لكن المتورطين من الاخوان في هذه القضية قلّة مقارنة بالعدد الجملي وهذا ما يؤكّد الغباء المتأصل مع كل الذين لايتعضون من الاقتراب من النهضة التي طالما فككت أحزاب و أحرقت شخصيات وطنية .
كما لايزال بعض قياييها الفارين خارج و الملاحقين قضائيا يحلمون بدعم السفالاات الاجنبية و المنظمات المشبوهة و بالتالي هم في تنسيق يومي مع ما يصنفون أنفسهم معارضين للسلطة الحالية وههم أغلبهم من المطرودين منها .غير أن عهد تدخل السفارات في الخيارات الوطنية انتهى دون رجعة و هذه السفارات ودولها أصبحت تخشى التحرش بتونس فمابالك بالتدخل في شؤونها وكم من شخصية أجنبية منعن من دخول تونس لأن نواياه الاستعمارية ظاهرة وكم من وفد أوروبي ودولي منع أيضا أو أجل دخوله لعدم احترامه لنواميس السيادة الوطنية التونسية.
لذلك في من الضروري سحب البساط من اخوان تونس بفتح حوار عميق مع القوى الداعمة ل25جويلية والمثقفين والنخبة حتى لا تتسلل حركة النهضة بأسم المطالبة ب” الديمقراطية ” مرة أخرى لأروقة السياسة و تصنع بيادق جدد.لتحارب بهم المنجزات القائمة التي لن يكون بامكان اصجابها الصمود بها في ظل الانفراد بالرأي انما هذه الامجازات هي ملك لكل الأحرار في الوطن وواجبهم الدفاع عنها و حقهم التمتع بفوائدها.
فالاخوان آخر من يمكنه الحديث عن الديمقراطية وتهليلهم لمذابح سوريا خير دليل على ان الاخوان لن يتراجعوا عن مشروع الدولة الدينية وحديثهم عن الديمقراطية والحوار الوطني ليس إلا مسكنات وتمويه كما فعلوا في 18 أكتوبر الذي سريعا ما انقلبوا عليه وعادوا إلى مشروعهم الحقيقي في بناء دولة دينية والانتقام من الجمهورية .