الحج لمن استطاع اليه سبيلا لكن على من قصّر تحمّل المسؤولية
ورقة رئيس التحرير
تصدّر موضوع الحج و ماعاناه الحجيج منذ الوقوف بجبل عرفة و ما بعده عناوين الصحف العربية و النشرات الإخبارية وكذلك كان حديث الناس في عدد من الدول و في تونس أيضا حيث توفّي تسعة أشخاص فضلا عن عديد حالات الضياع و الاغماء و الاجهاد .
وقد رافقت هذه الحوادث عديد التأويلات و طالت سهام النقد وزارة الشؤون الدينية وذلك عن دراية حينا و عن جهل أحيانا لا.
بداية لابد من توضح نقطة مهمة وهو الفرق بين حجاج البعثة و الحجاج خارج البعثة و حجاج الداخل حجاج البعثة الرسمية من فالنوع الأول هم من صدرت أسماؤهم ضمن القوائم الرسمية للحجاج في كل معتمديات الجمهورية بعد إجراء القرعة بمعنى الحجاج المتمتعين بتصريح للحج و الذين هم تحت اشراف مباشر من وزارة الشؤون الدينية و هم تجت مسؤوليتها بالكامل وكل تقصير في خدمتهم أو العناية بهم لابد أن يحاسب عنه المسؤولون عن ذلك .وهم في حدود 11ألف حاج.
أمّا النوع الثاني فهم الحجاج خارج البعثة وهم المتمتعون بتأشيرات سياحية للذهاب الى المملكة العربية السعودية على إمتداد السنة لأداء مناسك العمرة أو السياحة و الدين لا يمكنهم القيام بمناسك الحج التي تخضع الى إجراءات خاصة ولكنهم يكسرون النظام .
وثالث الأنواع هم الحجاج خارج البعثة وهم من تحولوا الى المملكة قبل انطلاق موسم الحج و بقوا هناك للقيام بمناسك الحج بعد تلقوا تطمينات ممن تعاقدوا معهم و خصوصا “Les Rabateurs” ( وهي العبارة التي يعرفها كل من له علاقة بمجال السمسرة في الحج و تعني ” جيب عشرة معتمرين و امشي بلاش” وتقوم بها وكالات أسفار امتهنت التحيّل لان وضعية هؤلاء غير قانونية و مهم مطاردون هناك .
و بالتالي فان الحديث عن الحجيج التونسيين كأنهم مجموعة واحدة هو ضرب من المغالطة و أغلب حالات الوفيات و الضياع و المعاناة حدثت في النوعين الثاني و الثالث اللذين ذكرنا.
نقطة أخرى وجب الإشارة اليها وهي أن الحج مرهق جدا منذ القدم و أغلب الدول سجلت وفيات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة و الزحام الكبير لكن لابدّ من مراجعة مقاييس اختيار حجيج البعثة الرسمية حيث ان اغلبهم متقدمين في السن بشكل لايسمح لهم القيام بمناسكهم كاملة و يعرّض حياتهم للخطر .
و بالتالي لابدّ أن يدرك من ينوي الحجّ أنه مقدم على رحلة شاقة جدا.
لكن هذا لاينفي المسؤولية عمّن أخطا وقصّر في حق حجيجنا.