“المكالمة انتهت”..نتنياهو يقطع شعرة معاوية مع بايدن ..الخاسر والرابح ؟
بقلم:نزار الجليدي
من الثابت أن الدعم السياسي الّأمريكي لإسرائيل بدأ يتراجع وأن الصك على بياض الذي منح الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليفعل ما يريد بالشعب الغزاوي الأعزل بدأ يكتب عليه ما يفيد بكبح جماح القتلة من قبيل معاقبة المستوطنين المتورطين فغي الاعتداءات على الفلسطينيين و من قبيل ضرورة أن تبدي الحكومة الإسرائيلية حذرا أكبرا في عملياتها العسكرية وأن تقبل بهدنة جديدة رفضها نتياهو رفضا مطلقا.
هذا التعديل في موقف البيت الأبيض مما يجري في غزة حدث بضغط كبير من الشارع الأمريكي كما أنّ محرّكه خوف الرئيس بايدن من أن يخسر كرسيه في البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما أكدته عديد تقارير سبر الآراء.
وبالتالي فقد قرر أن ينقذ ما يمكن إنقاذه ولو على حساب علاقته بإسرائيل التي كان يعتقد أن رئيس حكومتها سيعينه على ذلك .لكن هذا الأخير بدوره مهدد في مستقبله السياسي و يعتقد أنه كلما أوغل في تقتيل الفلسطينيين كلما ابتعد عن المحاسبة التي تنتظره من حزبه ومن المؤسسة العسكرية و من الإسرائيليين جميعا.
و بالتالي فقد شهدت العلاقة بين الرجلين توترا واضحا خلال الأيام الفارطة و بدا واضحا أن نتنياهو لم يعد يعبأ بما يطلبه بايدن منه ليقينه بأنه أصبح ورقة محترقة و أن اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض هو الحاكم الحقيقي .
وقد تأكد ذلك حينما تم التطرق لأموال الضرائب المستحقة على إسرائيل للسلطة الفلسطينية و التي طلب بايدن تحويلها لها بعد رفض إسرائيل ذلك متحججة بأن جزء منها سيوجه كمرتبات لمقاتلي حماس.
وكان الرئيس بايدن قد أجرى، محادثة، تم وصفها بـ «الصعبة» نهاية الأسبوع الماضي مع نتنياهو، بشأن قرار إسرائيل حجب جزء من عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية.حيث وصف مسؤول أمريكي المكالمة التي أُجريت يوم السبت الماضي بين الزعيمين بأنها «أحد أصعب المحادثات المحبطة» التي أجراها بايدن مع نتنياهو منذ بداية الحرب في غزة، مُضيفًا أنها علامة على التوترات المتزايدة بين الرجلين.
وناقشت المكالمة عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية، والتي تتم بموجب اتفاق بين الطرفين، وهي مصدر دخل رئيسي للسلطة الفلسطينية، التي تعاني بالفعل من أزمة مالية.
ويوضح مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، أن المكالمة التي استمرت 45 دقيقة، ركزت على المرحلة التالية من العملية البرية الإسرائيلية، ولكن مع قرب نهاية المكالمة، أثار بايدن مخاوفه بشأن عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة.
ووفقًا للمسؤولين، طلب بايدن من نتنياهو قبول اقتراح طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنفسه قبل عدة أسابيع، وهو تحويل عائدات الضرائب المحتجزة إلى النرويج لحفظها، حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه تهدئة مخاوف إسرائيل من أن الأموال يمكن أن تصل إلى «حماس»، وكانت السلطة الفلسطينية قبلت بالفعل هذا الاقتراح وأخبرت الولايات المتحدة أنه بموجب هذا الاتفاق ستستأنف أخذ جزء من عائدات الضرائب التي لم يتم حجبها، وفقًا لمسؤول أمريكي.
من جانبه، نوه مسؤول أمريكي ومصدر مطلع على المكالمة، إلى أن نتنياهو تراجع وقال إنه لا يعتقد أن هذه فكرة جيدة بعد الآن، وإنه لا يثق بالنرويجيين، وعلى السلطة الفلسطينية أن تقبل فقط التحويل الجزئي للأموال، من جانبه، رد بايدن قائلًا إن الولايات المتحدة تثق في اقتراح النرويج وهذا يجب أن يكون كافيًا لإسرائيل لتثق بها أيضًا، حسبما قال المسؤول الأمريكي والمصدر المطلع على المكالمة.
وبعد المناقشة، أوضح الرئيس الأمريكي لنتنياهو، أنه يتوقع منه حل هذه القضية، وأضاف أن «هذه المحادثة انتهت» وأنهى المكالمة، وذلك وفقًا لما ذكره المسؤول الأمريكي والمصدر المطلع على المكالمة، ولكن على الجانب الآخر أشار مسؤول أمريكي ثان طُلب منه التعليق على هذه الرواية وأشار إلى أن نتنياهو لم يرفض فكرة النرويج، لكنه قال فقط إنهم ما زالوا يعملون على حل الأمور من جانبهم.
في المحصلة فان صراع الرجلين تحركه أسباب ذاتية لاعلاقة لها بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهو أشبه بصراع الديكة الذي سيثخن الاثنين دما و سيقذف بهما بعيدا عن مراكز القرار في البلدين .بل ان الرجلين سيبقيان وصمة عار على الإنسانية .