تكتّم اسرائيلي/ تفاصيل قليلة عن الرهائن خلال الاحتجاز لدى حماس..طعام غير كاف وعزل
رغم التكتم الذي طالبت به السلطات الإسرائيلية بدأت بعض التفاصيل حول حياة الرهائن الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تظهر تدريجيا على ألسنة أفراد في عائلاتهم أو في طواقم صحية، ، وتتحدث عن طعام غير كاف وحجز في العزل وفي الظلام.
ولم يتحدث أي من الرهائن الإسرائيليين أو الأجانب ال81 الذين أفرج عنهم منذ بدء الهدنة، علنا عن ظروف الاحتجاز. وطلبت السلطات الإسرائيلية من المستشفيات أن تبقى متكتمة حول الموضوع خوفا من أن يسيء الكلام عن ظروف الاحتجاز الى هؤلاء الذين لا يزالون محتجزين أو الى عائلاتهم.
لكن بعض أفراد الطواقم الصحية او الأقرباء أعطوا بعض التفاصيل.
وقال الدكتور رونيت زيدانشتيان من مستشفى شامير إن رهائن تايلانديين مفرجا عنهم خضعوا لفحوص في المستشفى بعد إطلاق سراحهم، وافادوا إن نظام غذائهم خلال الاحتجاز كان “سيئا”.
وتابع أن “الأشخاص الذين وصلوا الى المستشفى فقدوا الكثير من الوزن خلال فترة قصيرة جدا، بنسبة 10 بالمئة تقريبا أو أكثر”.
ويخضع قطاع غزة لحصار مطبق من إسرائيل التي قطعت عنه منذ التاسع أكتوبر، الماء والغذاء والكهرباء والوقود. ويعاني جميع سكان القطاع من نقص كبير في الإمدادات، وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الثلاثاء من “خطر مجاعة مرتفع” في قطاع غزة الذي يقطنه 2,4 مليون شخص نزح قرابة 1,7 مليون منهم بسبب القصف الدمار والإنذارات الإسرائيلية بضرورة مغادرة شمال القطاع الى جنوبه.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن حوالى 240 شخصا اقتيدوا الى قطاع غزة . وأفرج عن ستين إسرائيليا منذ الجمعة في إطار اتفاق الهدنة، كما أطلقت حماس 21 أجنبيا من خارج الاتفاق. وأفرجت إسرائيل بدورها عن عن 180 معتقلا فلسطينيا من سجونها.
ونقل موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي في مقابلة نشرت الاثنين عن الدكتورة مرغريتا ماشافي من مستشفى ولفسون – حيث مرّ العديد من الرهائن عند إطلاق سراحهم – قولها إن الذين تحدثت اليهم من هؤلاء قالوا إنهم كانوا محتجزين تحت الأرض.
وأوضحت في المقابلة التي تم حذفها من الموقع في وقت لاحق “لم يتمّ إعطاؤهم سوى ساعتين من الضوء” يوميا.
في العزل
أخبرها المرضى أن الوجبات كانت تتكوّن من “الأرز والحمص والفول المعلب وبعض الأحيان الجبن مع الخبز، لكن لا شيء آخر. لا فواكه أو خضار أو بيض”.
وكان سكان غزة يستغلون أي فسحة هدوء ولو نسبي للبحث عن طعام خلال فترة القصف على القطاع المحاصر. وندر الخبز الى حد بعيد. بينما تسبب انقطاع الوقود في الحؤول دون استخدام المولدات الكهربائية.
وقالت ماشافي إن الرهائن أخبروها أنهم “حين طلبوا قلما للكتابة لتمضية الوقت، رفض عناصر حماس ذلك خوفا من أن ينقلوا معلومات. كانوا محرومين من التلفزيون ومن القراءة ويمضون وقتهم في التحدّث الى بعضهم البعض”.
ولم تعط ماشافي الإذن بالتحدث الى وكالة فرانس برس.
وقالت إستر يائيلي، جدة إيتان، الفتى الفرنسي-الإسرائيلي البالغ من العمر 12 عاما الذي أفرج عنه الاثنين لموقع “والا” الإخباري إنه بقي في العزل 16 يوما.
وأضافت “الأيام التي قضاها بمفرده كانت رهيبة”، مضيفة “الآن، يبدو إيلان منغلقا على نفسه”.
ونقلت رهينتان إلى المستشفى بعد إطلاق سراحهما، إحداهما إلما أبراهام (84 عاما) التي حملتها مروحية بشكل طارىء الى المستشفى حيث أدخلت العناية المركزة. وأفاد الأطباء الثلاثاء أن وضعها تحسّن، بعد أن أبدوا في بادىء الأمر خشيتهم على حياتها “بسبب عدم توفر عناية مناسبة” لسنها خلال الاحتجاز.
وزعمت مسؤولة ملف الرهائن في وزارة الصحة الإسرائيلية هاجر مزراحي لوكالة فرانس برس إنه تم احتجاز رهائن في “ظروف مروعة” مع “عواقب طبية واضحة”.
ورفضت قول المزيد، متحدثة عن السرية الطبية.
وقالت “بعض الأشياء التي سمعتها خلال الأيام القليلة الماضية تحطّم القلب” بدون الخوض في التفاصيل، مضيفة “هي وحشية من كل وجهات النظر”.