يحتفل به العالم اليوم... كل ما تريد معرفته عن عيد العمال - صوت الضفتين

يحتفل به العالم اليوم… كل ما تريد معرفته عن عيد العمال

تحل اليوم  غرة ماي ذكرى الاحتفال بعيد العمال، وهو احتفال يقام سنويًا في اليوم الأول من هذا الشهر، وتعود خلفية هذا اليوم إلى القرن التاسع عشر إلى أمريكا وكندا واستراليا، فقبل الإعلان عن هذا اليوم بسنوات، كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون، وبشكل خاص في الحركة التي تعرف بحركة الثمان ساعات.

مطلب العمال بالعمل 8 ساعات يوميًّا فقط

عاشت بريطانيا –شأنها شأن كل دول أوروبا- عصور الظلام، ولم تخرج منها بشكل نهائي مع بداية الثورة الصناعية؛ وتحمل عبء الظلام الجديد في هذه المرحلة عمال المصانع، وكانت ساعات العمل يوميًّا تتراوح بين 12-16 ساعة، وأسبوع العمل يصل إلى 6 أيام، وأحيانًا لا تخصص أيام للإجازات، وكان استخدام الأطفال شائعًا في ذلك الوقت.

وكانت الآلة البريطانية في هذه المرحلة تهدف إلى إنتاج وتشكيل كميات ضخمة من الصناعات، دون أي اعتبارات للأمن الصناعي أو الصحي أو انتشار الآفات والأوبئة بين العمال خاصة الأطفال منهم، وبلا أي تأمينات أو راحة آدمية تذكر، وقد أدى ذلك إلى ظهور حركة “8 ساعات يوميا”، إحدى الحركات الاجتماعية التي تهدف لتنظيم يوم العمل ومنع التجاوزات والانتهاكات.

صياغة الشعار

وبدأت أولى مطالب تأسيس يوم لتنظيم يوم العمل، عن طريق نداء روبرت أوين (1771-1858)، حيث صاغ شعار: “8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة ونوم، 8 ساعات للبيت والترفيه”، ثم تناقلت الفكرة من خلال محاولات مجموعة من العمال عام1856 في أستراليا.

أول نداء

وكان أول نداء رسمي ما تناوله رابطة العمال الدولية ببريطانيا بتحديد يوم العمل بـ 8 ساعات في عام 1866، معلنة أن “الحد القانوني ليوم العمل هو شرط أولي، وبدون توفيره ستفشل جميع المحاولات لتحسين ظروف الطبقة العاملة وتحريرها.

تعزيز النداء

وعزز الفيلسوف الألماني كارل ماركس، هذا النداء في كتابه “رأس المال”، ورأى أن ذلك المطلب ذا أهمية حيوية لصحة العمال، فكتب عام 1867: “إن الإنتاج الرأسمالي يتسبب، من خلال تمديد يوم العمل، لا في تدهور قوة العمل البشري، عن طريق سلبه الظروف المعنوية والمادية الطبيعية للنمو والنشاط فحسب، وإنما يتسبب أيضا في استنفاد وموت هذه القوة العاملة نفسها”.

«أول احتفال أول قانون»

واستمر نضال العمال في كندا، حتى استطاعوا استصدار قانون الاتحاد التجاري الذي أعطى الصفة القانونية للعمال بالـ 8 ساعات، ووفر الحماية لنشاطهم عام 1872، وانتقل النداء إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا، ثم اشتعل هذا المطلب؛ إذ اعتبره العمال حقًا إنسانيًّا طبيعيًّا، عندما حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكجواير في تورونتو الكندية، احتفالا بعيد العمال، وبدأت مناقشة الفكرة بشكل جاد، مع الإصرار على أن يكون هناك يوم يتم فيه الاحتفاء بعيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الاحتفال به لأول مرة في 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك.

إضراب 400 ألف عامل

وفي يوم 1 مايو من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع».

حكم بالإعدام

وحققت هذه الدعوة نجاحًا استثنائيًّا، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل، خصوصًا بعدما شل الإضراب الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عددًا منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحُكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.

رسالة عامل لابنه قبيل تنفيذ حكم الإعدام

وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة «أوجست سبايز» أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابًا كتبه زوجها لابنه الصغير جيم: «ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابًّا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء، وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك»، وقد ظهرت حقيقة الجهة التي رمت القنبلة عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم، وقد قام تم ذلك بالخطأ.

الاعتراف بعيد العمال

وفي الاجتماع الذي عقده الاتحاد الأمريكي للعمل في سانت لويس ديسمبر عام 1888، قرر الاتحاد اعتبار 1 مايو عام 1890 اليوم الذي لا يجب أن يعمل فيه العمال الأمريكيون أكثر من 8 ساعات، بعد ذلك أقرت جمعية العمال الدولية “الدولية الثانية”، التي اجتمعت في باريس عام 1889، إعلان الأول من مايو يومًا لإطلاق المظاهرات، ومن هنا بدأ تقليد عيد العمال.

    شارك المقال

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *