تحت شعار مقاومة الفساد يتأسس الفساد :كلثوم كنو نموذجا

بقلم:نزار الجليدي

فعلا هذه السيدة تنادي منذ 2011 بتطهير القضاء من الفساد وفي اول محطة قدمت القضاة قربانا لوزير النهضة نورالدين البحيري وهو يمسك إلى اليوم القائمة التي سلمتها له وبها العدد الأغلب من القضاة اللذين أعفاهم سنة 2012.

وحتى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين على قول السيدة كلثوم كنو فقد جابت المحاكم ودقت أبواب جميع القضاة لتعلمهم بسطوتها وحضوتها حتى تمر في انتخابات المجلس الأعلى للقضاء الموالي للنهضة فخابت في مسعاها وغادرت القضاء لتنتصب محامية وتواصل نفس نهج الإبتزاز لزملاء الأمس.

السيدة كلثوم كنو كونت أخطبوط سمسرة في القضاء وأصبحت المحامية التي “ترافع” عن منوبيها دائما خارج الجلسات بل في مكاتب السادة القضاة خارج أوقات العمل وفي عدة أحيان خارج مقرات العمل ومعتمدها الأساسي للإقناع هو امتدادها في جمعية القضاة التونسيين ومنابها في الحركة وتأثيرها في مصير القاضي وترقيته ونقلته وهو التأثير الذي يمتد إلى المجلس الأعلى للقضاء المنحل والذي كان تتقاسم في التأثير فيه النهضة وجمعية القضاة.

هذه الصورة مكنت السيدة كلثوم كنو من أن تصبح قبلة المتقاضين اللذين يبحثون عن حل خارج القانون وانبرت السيدة كلثوم كنو تتقاضى مئات الآلاف من الدنانير في قضايا ونزاعات أحيانا لا ترسم في الدفاتر نيابتها لتحرك أصابع الأخطبوط ضد القضاة اللذين لا يستجيبوا لطلباتها وتجازي من انخرط في الإستجابة لهذا الأخطبوط الشيطاني.

لعل السعادة المشهودة والرقص الحماسي للسيدة كلثوم كنو في ليلة السقوط إبان ذلك الإحتفال المقرف على أنغام هابطهة خير دليل على سعادتها بعد إبطال قرارات الإعفاء التي ظنت أنها أعادت ترميم الأخطبوط الذي كانت تسيره وتغتال به العدل وحسن تطبيق القانون مقابل ترقية أو نقلة أو عقاب وأحيانا تدفع بعض الفتات بعد أن تقبض الملايين أو تمضي عقودا مع حرفائها ملتزمة بتحقيق نتيجة في النزاع مقابل نسبة مائوية….( وهي أول من يعلم مع إحدى رئيسات دوائر الإتهام لدى محكمة الإستئناف بتونس في قضية راجعة من التعقيب وقد حررت السيدة كلثوم كنو بخط يدها مأموريات محددة للسيد قاضي التحقيق لتحاول نفخ الحياة في قضية منتهية شكلا…).

الأمثلة عديدة على ما يحصل والقضاة على علم بالكثير من تفاصيل تدخل هذه الشبكة التي أصبحت أقوى لوبي يشق القضاء وينافس حتى لوبي نورالدين البحيري بعد أن أصبح اهتمامه بالقضاء سياسيا ويصله منابه من السيدة كنو دون عناء.

لن نطيل ولن نقدم تفاصيل أكثر لأنها بين أيادي أمينة وسرعان ما سوف تكشفها الأيام بعد أن تم فتح أبحاث جزائية والشروع في إجراءات رفع الحصانة عن الأسطى أنس….

الظلم ظلمات ولا حول ولا قوة إلا بالله وإن الحق لا بد أن يحق والباطل دوما يكون زهوقا.