دراسة جديدة: 1 على 5 تونسيين فوق 18 سنة دفع رشوة سنة 2020! - صوت الضفتين

دراسة جديدة: 1 على 5 تونسيين فوق 18 سنة دفع رشوة سنة 2020!

 

خلُصت دراسة حول “الفساد الصغير في تونس”، وقع تقديمها الأربعاء 23 فيفري/ شباط 2022، إلى أنّ 570 مليون دينار هي قيمة المبالغ التي دفعها التونسيون كرشوة في 2020، مقابل 450 كمبلغ الجملي للرشاوي المدفوعة سنة 2014، حيث صرح 19% مــن المستجوبين أنهم دفعـوا بأنفسهم رشـوة سنة 2020، وتعني هـذه النتائـج تقريبًا أن 1 على 5 أشـخاص سـنهم أكثر من 18 سـنة دفع رشـوة سـنة 2020، وفق الدراسة.

دراسة حول “الفساد الصغير في تونس”: نسبة دفع الرشاوي ارتفعت لتبلغ 29% مـن التونسيين، وتجـاوز نسـبة 26% مـن الأشخاص الذين دفعوا رشـوة خـلال سنة وحيـدة يحـوّل الفساد إلـى مشكل حوكمة خطيـر

وقد أجرت الجمعية التونسية للمراقبين العموميين هذه الدراسة في إطار برنامج دعم مكافحة الفساد في تونس بالشراكة مع المركز الوطني لمحاكم الولايات، واستندت الدراسة أساسًا إلى استطلاع للرأي أجري سنة 2021 على عيّنة تمثيلية من المواطنين التونسيين، وعدّت الدراسة حجم الرشاوي (570 مليون دينار)، مبلغًا يساوي ما أنفقه التونسيون في العودة المدرسية 2020-2021، ومرتان كلفـة بناء المستشفى الجامعي بالقيـروان المقـدرة بــ83 مليـون دولار أمريكي بطاقـة اسـتيعاب تقـدر بـ 500 سـريرًا.

وكشفت الدراسة أنّ نسبة دفع الرشاوي ارتفعت لتبلغ 29% مـن التونسيين، “ما يسـتوجب دق ناقـوس الخطـر باعتبـار أن تجـاوز نسـبة 26% مـن الأشـخاص الذيـن دفعوا رشـوة خـلال سـنة وحيـدة يحـوّل الفسـاد إلـى مشـكل حوكمـة خطيــر يســتوجب وضعــه ضمــن أوكد الأولويات فــي السياسات الإصلاحية للدولة، حيـث لم يعــد الفساد مجرد ممارسات فردية بــل هـو مشكل مجتمعي أصبــح ينخــر أسس دولــة القانــون ويضرب منظومة الحوكمة ويمــس الثقــة فــي الدولــة ومؤسساتها” وفق الدراسة.

من الذي يدفع الرشاوي في تونس؟ الرجال أم النساء؟

وكشفت الدراسة أنّ الرجال يدفعون رشوة أكثر من النساء، إذ دفعـت 10% مـن النسـاء رشـاوي سـنة 2020 مقابـل 26% بالنســبة للرجــال. ويمثــل الرجــال 76% مــن الأشــخاص الذيــن دفعــوا رشــوة مقابــل 24% مــن النسـاء.

وتؤكـد هـذه النتائـج مـا ورد فـي العديـد مـن الدراسـات التي بينت أن النساء أقــل اسـتعدادًا مــن الرجــال للدخــول فــي معاملات يشــوبها فســاد، وفق الدراسة. ومـن بيـن الأسـباب المقدمـة “اعتبـار أن الرجـال فـي معظـم البلــدان أكثــر نشــاطًا مــن النســاء فــي ســوق العمــل كمـا أنهـم يتكفلـون عـادة بالقيـام بمختلـف المعامـلات الإداريـة، وبالتالـي فهـم أكثـر عرضـة لطلـب الرشـاوى مـن النسـاء، وهـو رأي يسـتوجب التنسـيب فـي تونـس باعتبــار حضــور المــرأة بقوة فــي ســوق الشــغل، كمـا أنها تســاهم أيضًا فــي القيــام بمختلف المعاملات الإدارية كالرجال.

 

  • تأثير السن على دفع الرشاوي:

وكشفت الدراسة أنّ نتائــج الاســتبيان أثبتــت أن الشريحة العمرية بيـن 26 سـنة و45 سـنة، هــي الأكثــر دفعًــا للرشــاوي، وتتجـاوز المعدل الوطنــي لتبلــغ 22%، أمــا الشــريحة العمريــة أكثــر مــن 46 ســنة، فهــي لا تتجــاوز 14%، أمــا الشريحة العمرية بين 18 ســنة و25 سـنة فهـي لا تتجـاوز 19%.

دراسة حول “الفساد الصغير في تونس”: الشريحة العمرية بين 26 سنة و45 سـنة، هي الأكثر دفعًا للرشاوي، والمستوى التعليمي في تونس لم يعد لديه تأثيـر على قـرار دفـع الرشـوة من عدمه

ولفتت هـذه النتائـج إلى أنّ “عامـل السـن مؤثـر فـي التعـرض إلـى الفسـاد، فكلمـا كان الســن أكبــر فــإن التعــرض لحــالات فسـاد يكـون أقل”.

وبينــت الدراســات أيضًا أن كبــار الســن يدفعــون رشاوي بصفــة أقــل لأنهــم تمكنــوا مــن تطويــر شــبكة مــن العلاقــات وتبــادل الخدمـات التـي تعـوض اللجـوء إلـى دفـع رشـوة. بينمـا الأشـخاص الأصغـر سـنًا فهـم مبدئيـًا أكثـر تعامـلًا مـع الإدارة، كمــا أنهــم لــم يشــكلوا بعــد شــبكة علاقــات قويــة تمكنهــم مــن التعامــل مــع الإدارة بــدون دفــع رشــاوي.

  • تأثير عامل المدخول أو الأجر على دفع الرشاوي: 

وأشارت الدراسة إلى أنّ نســبة مــن دفــع رشــوة بالنسبة لأصحاب المدخول أقــل مــن 800 د، بلغــت 12% فــي حيــن انخفضــت هــذه النســبة لمــن مدخولهــم بيــن 801د و1200د. لكنـه ارتفـع بالنسـبة لمـن مدخولهـم فـوق 1600د لتبلــغ 30% وتمثل هذه النسـبة وفق الدراسة “رقمًا كبيـرًا وغريبًا”.

وأكد التقرير أنّ “أغلــب الدراسـات بيّنـت أن الفئـات الأفقــر فــي المجتمــع هــم الذيــن يدفعــون المبالــغ الأكبــر، لكن النتائــج الحالية بيّنــت أن أصحاب الأجور الأعلى هـم الأكثـر تعرضًا لحـالات الرشـوة. وهـو مـا يدعـو إلى التساؤل حــول الأسـباب” وفقها.

  • تأثير عامل المستوى التعليمي على دفع الرشاوي:

ولاحظت الدراسة أنّ عامــل المســتوى التعليمــي ليــس مؤثــرًا فـي حجـم الفسـاد، وأشارت إلى أنّ نسـب الأشـخاص الذيـن دفعـوا رشــوة حســب المســتوى التعليمــي متقاربــة بالنسـبة للمستوى الابتدائي والثانوي والجامعي (19%)، باســتثناء الأميّيــن الذيــن انخفضت نسـبتهم إلـى 4%، وهـو ما قالت الدراسة إنه “مؤشـر مهـم يـدل علــى أن المســتوى التعليمي فــي تونـس لم يعد لديه تأثيـر على قــرار دفـع الرشـوة مــن عدمه، فالجميع مهما كان مسـتواهم التعليمـي يدفعـون الرشاوي”.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *