من أقلّ شعوب العالم سعادة....الأمراض النفسيّة تعصف بالتّونسيين - صوت الضفتين

من أقلّ شعوب العالم سعادة….الأمراض النفسيّة تعصف بالتّونسيين

بات التونسيون فريسة للأمراض النفسية، وارتفع عدد المتردّدين على العيادات النفسية ارتفاعاً مطّرداً، بسبب تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تمرّ بها تونس منذ سنوات، علاوة على الأزمة الصحيّة الأخيرة.
منذ سنتين تتردّد نادية على عيادة طبيب نفسي، علهّا تنجح في التخلّص من حالة الاكتئاب الشديدة التي تعيشها. تخلّت نادية، كما تتحدّث لـ”النهار العربي”، عن عملها، وبلغ بها الأمر حدّ إهمال شؤون بيتها وترك أطفالها من دون رعاية، ”كان الأمر فوق قدرتي على التحمّل، مررت بفترات عصيبة شعرت فيها بخوف شديد لا أستطيع أن أحدّد سببه، ولكنني شعرت بالخوف من كلّ شيء، ولم أعد قادرة على النوم إلا بعد تناول الأقراص المهدئة”.
آلاف من التونسيين صاروا يزورون عيادات الأطبّاء النفسانيين، حتّى أن الحصول على موعد مع أحدهم قد يتطلّب أكثر من شهر من الانتظار. وتمثّل الأمراض النفسية نسبة 96 في المئة من أسباب الإجازات الطويلة المدى في القطاع الحكومي.
 
الخيبة
وفي تونس مستشفى حكومي وحيد مختصّ بالأمراض النفسيّة والعقليّة، هو “مستشفى الرازي” في محافظة منوبة شمال تونس العاصمة، ويستقبل المرضى من كامل مناطق البلاد.
وتؤكّد أرقام رسمية أنّ عدد المرضى الذين استقبلهم “مستشفى الرازي” تضاعف بنسبة 70 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن هذا المستشفى، ارتفع عدد المرضى بأكثر من نسبة 15 في المئة خلال السنة الأخيرة، مقارنة بالسنة التي سبقتها. كما جاء في أرقام صادرة عن الجمعية التونسية للأطباء النفسانيين، أنّ نحو 60 ألف تونسي مصابون بالفصام.
ويقول الطبيب النفسي أحمد الأبيض لـ”النهار العربي” إنّ أسباب ارتفاع عدد المصابين بالأمراض النفسيّة في تونس يعود لعوامل عديدة، أوّلها أنّ التغييرات السياسية الكبيرة التي عاشت على وقعها البلاد سنة 2011 رفّعت من حجم انتظارات الشعب الذي حلم بحياة أفضل، وكان يعتقد أنّ تغيير النظام سيمنحه واقعاً أجمل، لكن ما حدث هو العكس، إذ تردّت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أدّى إلى حدوث ما يشبه خيبة الأمل الجماعيّة التي خلقت حالة من الضيق والقلق والإحساس بعدم الأمان والخوف من المستقبل.
ويؤكّد أنّ الشعور بالقلق والخوف من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بالاكتئاب.
شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *