“أبو حامد الغزالي”_ أنطولوجية متصوفة ومُحارب للفلسفة
“الأمام أبو حامد الغزالي”حارب الفلسفة بالرغم من تصوفه بل بسلاح التصوف كما حارب التصوف بأسلحة الكلام ليس الغزالي مجرد متكلم بين المتكلمين لقد ذهب بالنظام المعرفي العربي الكلاسيكي إلي أبعد حدوده اللاهوتية أي أنه حال دون أي عقلانية مُستقلة بذاتها من ثمت فقد كان بمعني ما مشروعاً للإنحطاط ومن هذا المنطلق كان الغزالي معارضًا شديدا للفلاسفة، لا لعلومهم المستندة إلى براهين علمية كالرياضيات، بل لخبطهم وتخليطهم في الإلهيات، ولذلك وجدناه يقول عنهم في “تهافت الفلاسفة” .
وكان أبو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري واحداً من أبرز الفلاسفة وأكثرهم تأثيراً وواحداً من علماء اللاهوت والفقه والتصوف حيث كان يعتقد أن التقليد الرُوحاني الإسلامي قد أصبح مُحتضراً وأن العلوم الروحية التي يدرسها الجيل الأول من المسلمين قد نسيت.
نبذة عن أبو حامد الغزالي
أبو حامد محمد بن أحمد الطوسي الغزالي من مواليد 1058 م عُرف بالشيخ الإمام البحر وزين العابدين وأعجوبة الزمان، وأحد عظماء الفكر الإسلامي وأعلام التاريخ العربي وأصله من بلاد فارس، وسمي الإمام الجليل والعالم الفقيه والمربيّ والفيلسوف وصاحب التصانيف والذكاء المفرط بحجة الإسلام من شدة تمكنه من العقيدة الإسلامية ودفاعه القوي عنها.
لقبه
يعود لقبه (الغزالي) نسبة إلى بلدته التي ولد بها (غزالة) ونسبه البعض بـ (الغزالي) نسبة لحرفة والده (الغزّال) التي كان يعمل بها. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن أبو حامد الغزالي.
أبو حامد الغزالي
ولد “أبو حامد محمد بن محمد الغزالي” بمدينة طوس في خراسان في إيران سنة 1058م، نشأ في بيت فقير الحال، لأب صالح فقيراً يعمل في حرفة غزل الصوف، لكنه كان محباً للعلم والفقهاء والمتصوفين، مما زاده رغبة في تعليم وتأديب ولديه محمد وأحمد .
فقام بإعطاء صديق له بعض المال قبيل وفاته بمرض عضال وتوكيله بتعليم أبناؤه وتأديبهما، وإجتهد الرجل الصوفي في تنفيذ وصية والد الغزالي وأخوه على أحسن وجه حتى نفذ المال الذي تركه والدهما، ليجد نفسه غير قادراً على رعايتهما وتعليمهما فألحقهما بمدرسة تكفل تعليم الطلاب بلا مقابل.
تلامذته
تتلمذ الغزالي في شبابه على يد أستاذه (احمد بن محمد الرازكاني) وذلك بقراءته الفقهية البسيطة في بلدة طوس و سافر بعد ذلك إلى (جرحان) وتعلم عن الإمام (أبي نصر الإسماعيلي) ثم عاد ثانية لمدينة طوس وبقي بها ثلاثة أعوام.
إنجازات أبو حامد الغزالي
تميز الغزالي الفيلسوف بالجرأة والشجاعة والذكاء؛ فقد واجه الاتجاهات الفكرية المختلفة التي سادت في عصره بذكاء وشجاعة نادرين، وكان نقده مركزا على نقد الفرق المتطرفة من منطلق إخلاصه للإسلام، وكان في نقده لها يتسم بالنزاهة والموضوعية.
بعد وفاة الإمام الجويني، سافر الغزالي إلى بغداد، وبحكم قربه من نظام الملك الوزير آنذاك، فقد ابتدأ الغزالي بالتدريس في المدارس النظامية ببغداد، كان يدرّس الفقه وأصوله وسائر تعاليم الشريعة الإسلامية، وبقي في التدريس مدّة أربعة سنوات، حتى اشتُهر بين النّاس وصار مقصدًا لطلاب العلم من شتى البقاع الإسلامية، قال الإمام أبو بكر بن العربي: «رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم».
بعد تلك المدّة عكف الإمام الغزالي على دراسة وقراءة كتب التصوف، وصحب الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي الذي كان مقصداً للصوفية في عصره في نيسابور، ما أثر به وأدّى لاحقًا إلى انعزاله عن الآخرين والاتجاه إلى التصوف و الخوض في مرحلة جديدة في حياته. فقد خرج الغزالي من بغداد سرًا تاركًا وراءه كل المناصب والجاه الذي حصل له، وكان ذلك في سنة 488 هـ، فخرج في رحلة مدّتها 11 سنة قضاها بين القدس والخليل ودمشق والمدينة المنورة ومكة المكرمة، كتب خلالها كتابه المعروف “إحياء علوم الدين” كخلاصة لتجربته.
مؤلفاته
ترك الإمام الغزالي الكثير من المؤلفات، في مختلف صنوف العلوم الشرعية، في الفقه وأصول الفقه، والعقيدة الإسلامية، والتصوف، والفلسفة، والرد على المخالفين، أوصلها بعض الباحثين لأكثر من 228 كتابًا ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود.
من هذه الكتب: الاقتصاد في الاعتقاد، بغية المريد في مسائل التوحيد، إلجام العوام عن علم الكلام، المقصد الأسني شرح أسماء الله الحسنى، تهافت الفلاسفة، ميزان العمل، إحياء علوم الدين، بداية الهداية، أيها الولد، الأربعين في أصول الدين، كيمياء السعادة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية)، منهاج العابدين، الوسيط، في فقه الإمام الشافعي، المستصفى في علم أصول الفقه، شفاء الغليل في القياس والتعليل، القسطاس المستقيم، لباب النظر.
عدد مؤلفاته.
خلال حياته قام الغزالي بتأليف أكثر من 70 كتابًا عن العلوم، والفكر الإسلامي والصوفية وقام بتوزيع كتابه “تهافت الفلاسفة” والذي تم تحديده بإعتباره اللحظة الفارقة في نظرية المعرفة الإسلامية، ويعتبر آخر أعمال الغزالي المرموقة هو كتاب “إحياء علوم الدين” الذى غطي جميع مجالات العلوم الإسلامية ويتضمن النظام الأساسي الإسلامي والفلسفة والصوفية.
أشهر أقوال أبو حامد الغزالي.
والنفس إن لم تشتغل بشيء شغلت صاحبها.
لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم.
الناس عبيد لما عرفوا و أعداء لما جهلوا.
ليس فى الإمكان أبدع مما كان.
والنفس إن لم تشتغل بشيء شغلت صاحبها.
لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم.
الناس عبيد لما عرفوا و أعداء لما جهلوا.
ليس فى الإمكان أبدع مما كان.
حقائق سريعة عن أبو حامد الغزالي
عالمًا مسلمًا وأخصائيًا في القانون وعقلانيًا وروحيًا من أصل فارسي، وخضع لأزمة عام 1095م، وترك مهنته وغادر بغداد بدعوى الذهاب إلى الحج إلى مكة، وتخلص من ثروته واعتمد نمط حياة الزهد.
وفاة أبو حامد الغزالي
في عام 1105 عاد الغزالي إلى بلده طوس متخذاً بجوار بيته مكانًا للتعبد والعزلة، ومدرسةً للفقهاء حتّى تُوفي فيها سنة 1111م.