“فاطمة الزهراء” سيدة نساء العالمين
تعتبر السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحدة من النساء اللائي إستحققن أن تُضاف إلى قائمة نساء عظيمات في التاريخ الإسلامي كله، وتُوصف كذلك بأنها سيدة نساء أهل الجنة بعد السيدة “مريم العذراء” أم نبي الله عيسى عليهما السلام، والتي تزوجت من الإمام” علي بن أبي طالب” كرم الله وجهه، والذي كان أحب الرجال إلى الرسول، حيث رُوي عن السيدة” عائشة رضي الله عنها” أنها حينما سُئلت: “أي الناس كان أحب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم؟ فقالت فاطمة، فقيل ومن الرجال؟ فقالت زوجها”.
فاطمة الزهراء.
هي فاطمة بنت محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم، إبنته من زوجته “خديجة بنت خويلد” بن أسد بن عبد العزّى بن قصي رضي الله عنها، تُعَدّ السيّدة فاطمة -رضي الله عنها أصغر بنات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، على خِلافٍ بين العلماء بينها وبين رقية -رضي الله عنهما ويُشار إلى أنّ نسل الرسول صلّى الله عليه وسلّم، لم يستمرّ إلّا عن طريق فاطمة الزهراء -رضي الله عنها.
مولد السيدة فاطمة الزهراء.
قد ولدت فاطمة -رضي الله عنها، يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم بخمس سنواتٍ، في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، وعليه فقد كان عُمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين ولادتها خمسة وثلاثين عاماً.
زواج فاطمة الزهراء من عليّ بن أبي طالب
وافق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على خِطبة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من ابنته فاطمة الزهراء، ولمّا سَمِعَ علي -رضي الله عنه- جواب النبيّ سجد شُكراً لله -تعالى لِما تفضّل الله وامتنّ به عليه من مصاهرته لنبيّه.
أبناء فاطمة الزهراء وبناتها.
رُزِقت السيّدة فاطمة -رضي الله عنها- بعددٍ من الأبناء والبنات، ويُشار إلى أنّ جميعهم كانوا من عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه.الأبناء: الحسن، والحسين، ومُحسن، البنات: زينب، وأمّ كلثوم.
فاطمة أمّ أبيها.
كانت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- من أحبّ بنات النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، وأكثرهنّ اهتماماً به، ورعاية له، إلى الحدّ الذي جعله يُلقّبها ويناديها بأمِّ أبيها؛ وذلك لما كان -صلّى الله عليه وسلّم- يرى من شدّة عطفها، وحنانها عليه، وحبّها له كانت السيدة فاطمة شديدة التعلق بأبيها رسول الله، حتى أنه قيل أن الرسول كان عندما يعود من سفر يدخل إلى المسجد ليصلي فيه ركعتين، ثم يثني بإبنته فاطمة ثم يأتي أزواجه، وبشرها النبي قبل وفاته بأنها أول من سيلحق به من أهل بيته بعد وفاته ففرحت لذلك، وهناك إختلاف في موعد وفاتها لكن الأشهر أنها توفت بعد رسول الله بحوالي ستة أشهر وإستحقت أن يخلد إسمها في قائمة نساء عظيمات في التاريخ الإسلامي على مر العصور.
وسيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها ممكن أن تكون هي سيدة نساء العالمين لما قد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء مرضه الذي مات فيه حيث أنه كان قد أسر إلى سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها حديثاً كان منه التالي أنه قال لها عندما بكت عندما علمت بدنو موته، فقال ألا ترضين أن تكوني خير نساء العالمين.
صفات فاطمة الزهراء.
كانت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- أشبه الناس سمتاً وهدياً ودَلّاً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم، وكانت من أكثر الناس صبراً، على الرغم من عِظَم المصائب التي مرّت بها في حياتها.
المراد بالسَّمت: الخشوع، والتواضع، أمّا الهدي، فهو: الوقار، والسكينة، والدَلّ: حُسن الخُلق، وطِيب الكلام.
منزلة فاطمة الزهراء.
تمتلك السيّدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- منزلةً رفيعةً في الإسلام كانت -رضي الله عنها- خير نساء العالَمين، وما ورد في فضل عائشة -رضي الله عنه- أنّها أفضل النساء فمَردُّه إلى فَضلها في العِلم، وقد عدّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فاطمة من أفضل نساء الأرض، كما ورد في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ قال: (حُسْبُكَ من نساءِ العالمينَ مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ وآسِيَةُ امرأةُ فِرْعَوْنَ).
فاطمة البتول.
يُعَدّ اسم (البتول) من الألقاب التي أُطلِقت على السيّدة فاطمة -رضي الله عنها-، علماً بأنّ هذا اللقب كان قد أُطلِق أيضاً على مريم بنت عمران -عليها السلام- من قبلها، ويُشار ‘إلى أنّ التبتُّل في اللغة يأتي بمعنى: الانقطاع، ويُطلَق هذا اللقب في الغالب على المرأة التي تتفرّغ لعبادة الله -تعالى.
وفاة فاطمة الزهراء.
تُوفِّيت السيّدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- في الثالث من شهر رمضان من السنة الحادية عشرة للهجرة النبويّة، وكانت قد أوصت قبل وفاتها أن تُغسّلها أسماء بنت عميس -رضي الله عنها-، فغسّلتها مع عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثمّ صلّى عليها مع العبّاس بن عبدالمطلب -رضي الله عنه