مزاح ثقيل بين قريبين ينتهي بكارثة... - صوت الضفتين

مزاح ثقيل بين قريبين ينتهي بكارثة…

صوت الضفتين -متفرقات

“ومن المزاح ما قتل”. عبارة يتردد صداها في أروقة المحاكم بين حين وآخر، كاشفة النقاب عن تجاوز علاقة الصداقة والمودة حدودها الطبيعية، لتنقلب إلى كارثة وجريمة تعرض الطرفين للفقد أحدهما بالموت أو الإصابة، بينما ينتظر الآخر عقابه خلف جدران السجن، وهناك العديد من الحالات التي تطور المزاح فيها بين الأصدقاء إلى خلاف انتهى بجريمة.

آخر هذه الحالات واقعة كشفت عنها النيابة العامة الاتحادية أمس، إثر صدور حكم بإدانة شاب وصدور حزمة من العقوبات في حقة، بعد أن تسبب بمزحة في إصابة صديقه المقرب بعاهة مستدامة في أذنه.

وتفصيلاً، فقد حضرا من دولتهما ليعملا في أحد مغاسل السيارات في الدولة وكانت تربط بينهما صلة قرابة بالإضافة إلى علاقة صداقة حميمة بينهما، وكانا يقطنان في نفس الغرفة ويعملان في نفس المكان.

واقعة

وفي يوم من الأيام (يوم الواقعة) أراد أحدهما أن يمازح الآخر عند قيامهما بتنظيف السيارات فوجه (أ) إلى (ب) مسدس الهواء الذي يستخدمه عمال النظافة في تنظيف سيارات الزبائن، قائلاً له :”

تخيل لو أني قمت بإطلاق مسدس الهواء على أذنك، فرد علية (ب) ابتعد عني وهو يضحك، حينها توجه العامل (أ) وقام بالإمساك بصديقة وقريبة (ب) وثبته ومن ثم توجيه مسدس الهواء على أذن صديقة، والضغط الزناد على سبيل المزاح، مما أدى إلى دخول الهواء بسرعة وكميات عالية إلى أذن صديقه، الذي سقط مغشيا عليه على إثره.

وعلى الفور تم الاتصال بالمستشفى لحضور رجل الإسعاف، واللذين باشروا في إجراءات اسعاف المصاب ونقلة إلى المستشفى، ليتبن بعد ذلك من خلال إجراءات الفحص والتحليل، دخول المصاب (ب) في غيبوبة نتيجة ذلك الفعل، فضلاً عن إصابة بأضرار جسيمة أحدثت له عاهة مستديمة في الأذن.

ومن خلال إجراءات التحقيق تم تحديد هوية الجاني، والذي اعترف بارتكابه للفعل المجرم على سبيل المزاح، ليم تقديم (أ) إلى المحكمة المختصة بتهمة احداث عاهة مستديمة ومن ثم صدور العقوبة المقررة بالقانون.

وعقبت النيابة العامة الاتحادية بأن الصداقة من أجمل العلاقات الإنسانية، والمزاح من باب المودة والمحبة مطلوب لكن بما لا يجاوز الحدود والتي قد تعرضك للمساءلة القانونية والتي أيضا قد تضر أو تفقدك عزيز عليك.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *