أردوغان. “الزغاريد اكثر من الكسكسي” و مسلسل المراهقة السياسية في شرق المتوسط
صوت الضفتين -مقال رأي : نزار الجليدي مدير موقع صوت الضفتين
ان المتتبع لتصريحات الرئيس التركي أردوغان حامل لواء الإخوان في السنوات الأخيرة يجد نفسه أمام مسلسل مليء بالإثارة والتحريض فخطابات الرجل تداعب مشاعر الأتراك القومية وتُعيد إلى ذاكرتهم ذكريات الإمبراطورية العثمانية من جانب، وتُكيل الاتهامات ضد الخصوم وتتوعدهم بأسوأ العواقب وأوخمها من جانب اخر .
و لا يخلص المتتبع الا لرصد بعض الشطحات دون أفعال حقيقية و ملموسة بالقياس الي التكثيف اللغوي المستعمل و حجم الاثارة و الشعارات الرنانة. اغلب التصريحات كبيرة في المعنى و لكن على الأرض ترافقها خطوات عملية مقلقة للمنطقة و مستفزة و لكنها دوى جدوى او تأثير كبير إذ نذكر كلام من نوع الحق في الغاز مسألة حياة او موت و على أرض الواقع يقوم اردوغان بخطوات ثقيلة و حذرة و ترافق تصريحاته استمرار عمل سفن الاستكشاف والتنقيب التركية في مناطق بعضها محل نزاع و أخرى ممنوعة اصلا أو تابعة لدول أخرى. العمل الوحيد الظاهر للعيان هو إجراء البحرية التركية تدريبات عسكرية جنوب جزيرة كريت اليونانية، أو مناورات عسكرية بالاشتراك مع جمهورية قبرص التركية المعترف بها الا من نظام أردوغان.
مهرجان التحرك العسكري لا يعكس الأقوال و الخطابات و حتى التقارير الوافدة تقر بتحرك عسكري روتيني لا يتعدى نقل أعداد من القطع العسكرية التركية إلى مقربة من الحدود اليونانية. ويمكن فهم هذه التصريحات والإجراءات في إطار مراهقة قيادة الحروب قوامها تصعيد الموقف و تكثيف التصريحات و الرفع من منسوب خطاب الوعيد و التهديد و التخويف ملخص فلسفة أردوغان هو الحديث اكثر من الفعل و الهدف التأثير على ذهن الأتراك في الداخل و ايهام السراج بالأفعال و القصد جمع المال لمدواة اقتصاد داخلي منهار عدى ذالك لا يملك أردوغان لا الشجاعة و لا الضوء الاخضر من الامريكان للقيام بعملية عسكرية .
يتَّبع أردوغان خط حبكة دراما متشعبة بالتاثير و لغط يصنع به تشويق لرفع شعبيته المتراجعة بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشعر بها المواطن التركي والانخفاض المستمر في سعر الليرة، والعزلة الإقليمية والدولية التي تعيشها تركيا. ولكنه من الأرجح لا يريد الانخراط في حرب مع قوة أوروبية لا يستطيع مجابهتها. خلاصة الكلام ينطبق على الرجل المثل التونسي” الزغاريد اكثر من الكسكسي “