في عاصمة التنوير باريس: مجلة فرنسية تصف نائبة سوداء بـ”العبدة”
صوت الضفتين – فرنسا
من المفارقات أن تبقى باريس التي توصف بعاصمة التنوير، على “عنصريتها” القديمة، وتبنيها خرافة تفوق الرجل الأبيض” واحتقارها لمواطنيها السود.
العنصرية الغربية فيما يبدو حاضرة وستظل حاضرة. المسألة لا تتعدى كونها مخفية خلف تراكم افيهات وشعارات التسامح والتعددية، التي عادة ما تسقط أمام دوي نزعة التفوق العرقي، المستوطنة داخل العقل الغربي، والتي عادة ما ينحاز إليها وينتصر لها حال اختبر أمام تحديات القبول بمواطنيه السود . أمريكا أو ترامب ـ إذن ـ ليس وحده في هذا المستنقع المقزز.
في فرنسا أمس نشرت مجلة “فالو أكتشويل” مقالا احتوى على رسم للنائبة السوداء في البرلمان “دانيل أبونو” وحول عنقها طوق من الحديد ووصفتها بأنها “عبدة”.
وذلك في سياق فحوى المقال الذي اتهم الأفارقة بالتواطؤ في موضوع العبودية.
وتشغل أبونو المولودة في الغابون مقعدا في البرلمان “الجمعية الوطنية ” عن الحزب اليساري “فرنسا لم تنحن” وتمثل في البرلمان إحدى الدوائر في العاصمة باريس.
ونشرت أبونو الصورة في تغريدة لها على تويتر مع التعليق التالي “اليمين المتشدد، كريه، غبي ومتوحش”.
وقالت “الصورة تعتبر إهانة لأجدادي ولعائلتي ولحركتي السياسية” وأضافت ـ بحسب بي بي سي عربي ـ بأنها ” أكثر تصميما من أي وقت مضى على محاربة العنصرية والعمل من أجل الحرية والمساواة والإخوة”
وقال مكتب الرئاسة الفرنسية إن الرئيس ماكرون اتصل بأوبونو وعبر عن إدانته الواضحة لأي شكل من أشكال العنصرية”.
وانتقدت المجلة اليمينية من كافة الأحزاب السياسية في فرنسا، وقال رئيس الوزراء جان كاستكس إن ذلك “كان منشورا مقززا”.
واعتذرت المجلة لأوبونو ولكنها نفت أن تكون المقالة عنصرية.
وكانت فرنسا قد ضجت بمظاهرات ضخمة في شهري يونيو ويوليو تدين العبودية التي كانت في عهد الاستعمار والعنصرية في فرنسا وكانت مستلهمة من حركة “حياة سود مهمة” ومن الغضب من قيام شرطي أمريكي بقتل جورج فلويد.