هذه المقتنيات النسائية كانت في الأصل للرجال
صوت الضفتين – متفرقات
بعض الأشياء التي اعتدنا أن تكون من متعلّقات النساء فقط، لم تكن هكذا قديماً. بل هي صنعت أصلاً لتكون أشياء خاصة بالرجال.
لكن مع مرور الزمن، تحوّلت إلى أدواتٍ نسائيةٍ فقط. وأصبح من غير المنطقي أن يستخدمها الرجال. حقائب اليد والكعب العالي وغيرها الكثير، هي من أشهر تلك المتعلّقات، التي أصبحت مخصصة للنساء. وفي حين لا يوجد سببٌ واحدٌ محددّ لهذا الانتقال، تنوعت تلك العوامل، فكان ذلك في بعض الأحيان لأسبابٍ عملية. في أوقاتٍ أخرى، كان الأمر متعلّق بالتجارة، إذ اكتشف بعض التجار قديماً أن تخصيص هذه المنتجات لتباع للنساء فقط بدلاً من الرجال، سيزيد أرباح مبيعاتهم!
في التالي نتعرّف إلى أبرز المنتجات النسائية التي كانت في الأساس للرجال فقط!
الكعب العالي
يعتبر الكعب العالي أحد أكثر العناصر النسائية في العالم. وأهم وأبرز علامات ودلالات الأنوثة، إلى درجة أن كثيرون يفترضون أن حكاية الكعب بدأت مع المرأة.
لكن المرأة لم تنل شرف ارتداء الكعب العالي حت أواخر القرن الخامس عشر ولكن بطرق خجولة، انتشرت أكثر علناً بعد القرن السابع عشر.
الرجال إذاً هم أول من ارتدى الكعب، وتحديداً في بلد فارس. والنساء الوحيدات اللواتي سمح لهن بارتدائه لمئات السنين، كنّ من الطبقة الحاكمة.
,مع انطلاق الثورات في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، والتغيرات السياسية التي حصلت. بدأ الرجال ينغمسون في المعارك، وصارت الأحذية ذات الكعب العالي شيئاً لا يناسب تحركاتهم وحياتهم العملية.
بينما اكتشفت فيه النساء طريقةً للتعبير عن الأنوثة بعيداً عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. فأصبح رمزاً أنثوياً باتياز منذ ذلك التاريخ.
حقيبة اليد
بالتأكيد نشكّل حقيبة اليد للإناث عنصراً أساسياً مهماً جداً، الذي لا يمكن الخروج من المنزل من دونه.
تثبت بعض الوثائق القديمة المتبقية من الحضارات القديمة، وجود الحقائب واستخدامها من قبل الرجال، في تلك المراحل. وتظهر صور حضارة مصر القديمة الهيروغليفية، رسوماتٍ لرجال يحملون الحقائب المربوطة حول خصرهم، كما استخدمها الفلاحون والمزارعون.
مع بداية القرن الرابع عشر، بدأت النساء أيضاً تستخدم الحقائب أسوةً بالرجال. واستخدمت لحفظ الأموال. وكانت الحقائب ملحقة في كثيرٍ من الأحيان بحزامٍ يلبس حول الخصر، اشتهر الرجال بارتدائها حتى القرن الـ19.
وفي القرن السادس عشر، بدأت ثقافة الجيوب في الملابس تنتشر. لذلك بدأ تدريجياً تراجع اهتمام الرجال بالحقائب. فقد استبدلوا عملها شيئاً فشيئاً بالجيوب. أما بالنسبة إلى النساء، فلم تستغنِ لليوم عن هذه القطعة.
الجوارب الطويلة
الجوارب الطويلة هي من الملابس الأخرى التي تم تبديلها بين الجنسين. إذ يتم ارتداؤها الآن بشكلٍ حصري من قبل النساء. لكن في الحقيقة أن الجورب الأول صنع قديماً، من أجل الرجال.
بدأت النساء فقط في ارتداء هذا النوع من الجوارب في القرن الثامن عشر. بينما يرتديها الرجال منذ القرن التاسع. وكانت مخصصة لرجال الطبقة العليا، وتتميز باللون الأبيض وبعض الألون الأخرى، في ما كان اللون الأسود مُخصص للفقراء فقط.
الحمّالات المعدنية
الحمّالات، وتُعرف أيضًا بالأقواس، عبارة عن أشرطة طويلة كانت تُساعد الرجال في رفع سراويلهم. كان الرجال يعتبرون الحمّالات غير مريحة واستمر البحث عن بديل لها حتى ظهر الخطّاف، وهو قفل معدني صغير يُثبّت البنطلون بأمان على الخصر، وقد ناب عنه الحزام الجلدي اليوم.
وعلى الرغم من أن اختراع الحمّالات كان بالأساس للملابس الرجالية، لكنها لاقت رواجًا أكثر لدى النساء عبر تثبيتها على الكورسيهات والملابس الداخلية النسائية، حتى أصبحت غرضًا نسائيًا وأصبح استعمالها مقتصرًا على الملابس النسائية.
ظهرت حقيبة اليد الحديثة في أوائل القرن العشرين، واستخدم مصممو الأزياء حقائب الرجال لإنشاء تصاميم نسائية عملية أكثر. وسرعان ما أصبحت حقيبة اليد من مقتنيات النساء وتوقف الرجال عن ارتدائها.
سراويل الجينز الضيقة
تم إنشاء أول سروال جينز من قِبل جاكوب ديفيس في عام 1873. كان الاختراع وثيق الصلة بالمهاجر الألماني ليفي شتراوس الذي انتقل إلى نيويورك في عام 1851. حيث كان شراوس يعمل في متجر منسوجات في سان فرانسيسكو عندما دخل خياط يُدعى جاكوب ديفيس للمتجر وطلب أقمشة قاسية يُمكنها الصمود أمام العمل الشاق في المنجم، وباعه ليفي مواد الدينم التي حوّلها ديفيس إلى بنطلون جينز.
منذ ذلك الوقت، أصبح الجينز الرداء الرسمي لعمال المناجم. لاحقًا، أسس ليفي شتراوس وشركاؤه ماركة حصرية لإنتاج سراويل الجينز، واعتُبر الجينز عنصرًا رجاليًا حتى عام 1930 عندما قام شتراوس بإنشاء شركة ليدي ليفيز لوت، والتي صنعت أول سراويل جينز للنساء. كان الجينز النسائي نحيلًا ويصل إلى الخصر العلوي. ومع الوقت، أصبح اتّجاه ليفي لصناعة الجينز النسائي أكبر بسبب ارتفاع المبيعات عليه.
اللون الزهري
منذ قرن من الزمان، كان الأولاد يرتدون اللون الوردي بينما ترتدي الفتيات اللون الأزرق. اليوم، أصبح العكس هو الرائج، فكيف حدث هذا التحوّل الكبير؟ بدأ كل شيء منذ القرن العشرين عندما ظهرت الملابس الملوّنة للأطفال. قبل ذلك، كان معظم الأطفال يرتدون اللون الأبيض فقط لإمكانية تبييضه بسهولة من البقع، ولم يرتبط حينها أي لون بجنس معيّن.
حدث التغيير الكبير في ستينيات القرن الماضي عندما قامت حركات التحرير النسائية بإلباس بناتهن اللون الوردي خوفًا من أن تتأثر الفتيات بالألوان المحددة التي يرتدينها. وتحول الأولاد ببطء لارتداء اللون الأزرق. وكانت الضربة الأخيرة عندما قامت مصانع الملابس في عام 1985 بالتسويق للملابس الوردية باعتبارها للفتيات، والأزرق للأولاد.