لغز كورونا الاكبر: هؤلاء لا يصيبهم الفيروس - صوت الضفتين

لغز كورونا الاكبر: هؤلاء لا يصيبهم الفيروس

صوت الصفتين-كورونا

بعد أكثر من سبعة أشهر من انتشار فيروس كورونا،لايزال هذا الفيروس يحمل من الغموض الشيء الكثير ويحير العلماء مع كل يوم جديد بعد ان قلب حياة البشر .

لكن اللغز الاكبر هو لماذا يصاب بعض الأشخاص بمرض كوفيد-19 بشكل حاد مما يؤدي إلى الوفاة، بينما لا يظهر أشخاص آخرون مشابهون أي أعراض وقد لا يدركون أنهم مصابون على الإطلاق؟

في هذا الاطار كشف العلماء عن بعض العوامل الصحية والعمرية التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد من المرض، وقد يتسبب في وفاتهم، كالمسنين وزيادة الوزن أو السمنة ووجود واحد أو أكثر من الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى أو الرئة والسرطان. ولكن قد يكون العكس صحيحًا أيضًا، فهل يمكن أن يتمتع بعض الأشخاص بالفعل ببعض أنواع الحماية؟

أوضحت مقالة موجزة نُشرت مؤخرًا في مجلة ناتشور ريفيو إيمونولوجي Nature Reviews Immunology أن نسبة كبيرة من السكان لديهم خلايا مناعية قادرة على التعرف إلى أجزاء من فيروس سارس- كوف – 2، والتي قد تعطيهم القدرة والسبق في محاربة العدوى. بعبارة أخرى، قد يتمتع بعض الأشخاص بدرجة كبيرة من الحماية الذاتية.

وأوضح كاتب المقالة أليساندرو سييت من مركز الأمراض المعدية وأبحاث اللقاحات بقوله “ما وجدناه هو أن الأشخاص الذين لم يتعرضوا من قبل لمرض السارس 2 … حوالي نصف الأشخاص لديهم بعض تفاعل الخلايا التائية”.

جهاز المناعة

يحتوي جهاز المناعة البشري المكلف بالحفاظ على صحة الإنسان في مواجهة الغزاة البكتيرية والفيروسية والفطرية والطفيلية وغيرها، على مكونين رئيسيين: جهاز المناعة الفطري ونظام المناعة التكيفي.

جهاز المناعة الفطري هو خط الدفاع الأول وتشمل أجزاء منه على حواجز مادية مثل الجلد والأغشية المخاطية والتي تمنع جسديًا دخول الغزاة. وتتضمن أيضًا بعض الخلايا والبروتينات والمواد الكيميائية التي تصدر حمايات، مثل إحداث الالتهاب وتدمير الخلايا الغازية.

عندما يكون الجهاز المناعي الفطري فوريًا وغير محدد (يحاول منع أي شيء من دخول الجسم)، فإن الجهاز المناعي التكيفي موجه ضد غزاة معروفين سابقًا.

ويتضمن الجهاز المناعي التكيفي نوعًا من خلايا الدم البيضاء، تسمى خلية “ب-B”، والتي تجوب الجسم بحثًا عن الأجسام الدخيلة والشريرة. وتحتوي كل الخلايا البائية على مضاد فريد على سطحها ويمكن أن يرتبط بمولد مضاد فريد (الاسم التقني للغازي الأجنبي) ويمنعه من دخول خلية مضيفة.

وعندما يجد الخلية الشريرة يرتبط بها ويتم تنشيط الخلية “ب-B” التي تقوم بدورها بنسخ نفسها وتنتج أجسامًا مضادة، مما يؤدي في النهاية إلى إنشاء جيش ضخم من الخلايا لمواجهة “الغازي المحدد”.

بهذه الطريقة تتكون الأجسام المضادة التي أنشأتها أجهزة المناعة للأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19.

ولكن لسوء الحظ، أظهرت بعض الدراسات الأخيرة أن الأجسام المضادة لهذا الفيروس التاجي يمكن أن تتلاشى بسرعة كبيرة خاصةً لدى الأشخاص الذين أصيبوا بشكل خفيف من كوفيد-19.

وأثارت نتائج هذه الدراسات قلق العديد من الباحثين لأن هذا الأمر يجعل المجتمع العلمي غير متأكد من المدة التي سيبقى فيها الشخص المصاب بهذا الفيروس محميًا من عدوى جديدة، خاصة وسط غياب لقاح يحفز استجابة الأجسام المضادة للمساعدة في حماية الإنسان لفترة طويلة.

وبالرغم من هذا القلق، تجدر الإشارة إلى أن الأجسام المضادة ليست هي السلاح الوحيد الذي يستخدمه نظام المناعة التكيفي لدرء العدوى. فالخلية “ت -T” المعروفة تقنيا بالخلايا التائية تساعد في نظام الحماية. وهي مشكلة من ثلاثة أنواع، يفرزها الجسم بعد الإصابة للمساعدة في العدوى المستقبلية من نفس الغزاة.

تساعد إحدى الخلايا التائية الجسم على تذكر ذلك الغازي في حالة تعرضه للعدوى مرة أخرى. ويطارد آخر الخلايا المدمرة المصابة ويدمرها والثالث يساعد بطرق أخرى.

اكتشاف مفاجىء

إن الخلايا التائية مثل تلك، التي تفاعلت مع فيروس السارس- كوف-2، اكتشفها سييت ومؤلفه المشارك شين كروتي عن طريق الصدفة في عينات لدم أشخاص جمعت قبل عدة سنوات.

الخبيران كان يجريان تجربة على عينات من دم أشخاص أصيبوا وتعافوا من مرض كوفيد-19. وكانا في حاجة إلى نتائج تحاليل دموية سلبية للمقارنة بين العينات.

اختار الخبيران عينات دم أشخاص أصحاء تم جمعهما في سان دييغو في الفترة ما بين 2015 و2018. وأوضح ست “لم يكن هناك أي احتمال لتعرض هؤلاء الأشخاص لمرض سارس- كوف 2. وعندما قمنا بالتحاليل تبين أن الرقابة السلبية لم تكن سلبية بشكل تام، حيث كان حوالي نصف الأشخاص لديهم تفاعل”.

وأضاف الخبير “لقد بحثت أنا وشين على البيانات وكنا ننظر إليها من اليمين ومن اليسار ومن الأعلى ومن الأسفل وكانت حقً”حقيقية “. لقد كان هذا التفاعل حقيقيًا. فقد أظهرت التحاليل أن الأشخاص الذين لم يروا هذا الفيروس من قبل، لديهم بعض تفاعل الخلايا التائية ضد الفيروس”.تم نشر هذه الورقة في نهاية يونيو في مجلة الخلية.

ولاحظ كل من سيت وكروتي أنهم ليسوا الوحيدين الذين رأوا ذلك، “لقد تم تأكيد هذه النتائج مؤخرا في قارات ومختبرات مختلفة وحتى بتقنيات مخالفة. يعتقد الباحثان بأن تعرف الخلايا التائية لأجزاء من فيروس سارس- كوف 2 قد يأتي جزئيًا من التعرض السابق لأحد الفيروسات التاجية المعروفة الأربعة التي تسبب نزلات البرد لدى ملايين الأشخاص كل عام.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *