حكومة الوفاق تنقل نشاطها الى تركيا وتحوّل الاموال الليبية الى هناك
صوت الضفتين-ليبيا
وفق عدد من الملاحظين قامت حكومة الوفاق بطرابلس بنقل جزء كبير من نشاطها الى إسطنبول التركية لتكون تحت الإشراف المباشر لاردوغان .
ومنذ الأربعاء الماضي انتقل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الى إسطنبول مرفوقا بوفد كبير ، ليجري مقابلات كانت إحداها مع وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، ومع عدد من السفراء الأجانب في أنقرة من بينهم السفير الأمريكي ديفيد ساترفيلد.
واستغرب المراقبون من أن ينتقل السراج الى إسطنبول مصحوبا بكل من رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ورئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، إضافة إلى رئيس ديوان المحاسبة خالد كشك، وأن يجتمع ومرافقوه مع الرئيس التركي رجب طبب أردوغان الخميس الماضي دون اعلان رسمي
ووفق مصادر مطلعة، فإن رحلة السراج الى تركيا كان يراد لها أن تكون سرية ، إلا أن وسائل إعلام من البلدين كشفت عنها ، ما جعل المكتب الإعلامي لرئاسة الوفاق يضطر للإعلان عن بعض الأنشطة التي أجراها السراج كاللقاء مع الوزير القطري والسفير الأمريكي ، ولكن دون الإشارة الى اللقاء مع أردوغان ، الذي كشفت عنه وكالة « الأناضول » التركية ، وقال إنه شهد تقييم آخر المستجدات على الساحة الليبية.
وأوضحت المصادر أن السراج اختار إقامة خاصة في إسطنبول لمزاولة جانب من مهامه الحكومية ، حتى يكون قريبا من مصدر القرار التركي ، وتابعت أن عددا من كبار مسؤولي الوفاق اقتنوا فيلات وشققا فاخرة في أحياء راقية في المدينة
وأضافت أن السراج وضع ملفي المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط بين أيدي الأتراك ، إضافة الى الملف الأمني والعسكري ، وأن أغلب شؤون طرابلس باتت تدار من تركيا
وسخر عضو مجلس النواب زياد دغيم من اجتماع السراج، والمشري، وصنع الله، ورئيس ديوان المحاسبة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وقال : “أتوقع أن يقوم أردوغان الأيام القادمة بتجميع مدراء المدارس بطرابلس لمناقشة عودة الدراسة، وعمداء البلديات لوضع حلول للقمامة بطرابلس”.
وإعتبر محللون سياسيون أن عددا من مؤسسات الدولة الليبية وخاصة منها السيادية باتت تدار من الأراضي التركية ، وهو ما يعني أن ليبيا ، أول على الأقل المنطقة الغربية ،أصبحت تحت وصاية تركيا ، لافتين الى أن ولاء عدد من مسؤولي الوفاق لتركيا بات يتجاوز ولاءهم لبلادهم
وأضافوا أن مسؤولي الوفاق يخيرون العمل من تركيا تاركين طرابلس تواجه أزماتها المتلاحقة كإنقطاع الكهرباء والماء وشح السيولة وغياب الرواتب والإنفلات الأمني وسيطرة المرتزقة والإرهابيين على الشارع
وفي الأثناء ، لا يزال العبث بأموال الليبيين مستمرا ، حيث وافق محافظ مصرف ليبيا المركزي طرابلس، الصديق الكبير، على منح تركيا ودائع بقيمة 8 مليارات دولار، حيث ستبقى تلك الودائع في بنوك تركيا لمدة 4 سنوات بدون أى فوائد أو تكاليف عليها.
ووفق تقارير إعلامية ، فقد تم توجيه تعليمات بتحويل جميع الاعتمادات المالية إلى البنوك التركية وتحويل الودائع الليبية المتواجدة في بنوك أوروبا إلى بنوك تركيا كما تم الاتفاق حول تعويض الشركات التركية المتعاقدة مع ليبيا في عهد القائد الشهيد معمر القذافي بتعويضات قد تصل قيمتها لنحو ثلاثة مليارات دولار
وأكدت التقارير أن الودائع الليبية التى حصلت عليها تركيا ستستخدم لسد العجز المتفاقم في البلاد والعمل على استقرار الليرة وحماية الاقتصاد التركي، حيث ستُمثل الودائع مرحلة جني أردوغان لثمار التدخل العسكري التركي وإرسال المرتزقة إلى ليبيا بجانب العقود التي حصلت عليها الشركات التركية بدعوى إعادة الإعمار والتي تصل قيمتها حتى الآن إلى أكثر من 5 مليارات دولار.
وأوضح رمزي الآغا، رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي، بأن خطورة مثل هذا القرار تأتي من أنها تتيح للمحاكم التركية التصرف بحرية في تلك الأموال ، وأن ذلك يعني تسهيل حصول تركيا على تعويضات تقدر بثلاثة مليارات دولار عن عقود ومشاريع كانت موقعة إبان حكم القذافي مع أنقرة.