فرنسا تستجيب للأرجنتين وتسحب وسام الاستحقاق من ريكاردو كافالو
صوت الضفتين-أوروبا_العالم
قال الخبير الاممي التونسي عبد الوهاب الهاني ان فرنسا استجابت اخيرا للأرجنتين وسحبت، أمس، بعد خمسة وثلاثين عاما، “وسام الاستحقاق الوطني” (Ordre national du mérite) الَّذي كانت قد وشَّحت به صدر المُجرم ضدَّ الإنسانيَّة الجلَّاد السَّفَّاح الأرجنتيني ريكاردو كافالُّو (Ricardo Cavallo) شُهِرَ “سيربيكو” (« Sérpico ») و”مارسيلو” (« Marcelo ») وهو أحد أعضاء “فرقة المهام 3.3.2” (« Grupo de Tareas 3.3.2 ») المسؤولة عن آلاف الاختطافات، وحصص التَّعذيب والقتل خراج القانون والاغتيالات ورحلات الموت بإلقاء المعارضين أحياء من الطَّائرات في عرض البحر وغيرها من الانهتاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لآلاف الضَّحايا أثناء الدِّكتاتوريَّة العسكريَّة في السَّبعينات والثَّمانينات (1976ـ1983).
وفي سجلِّه الإجرامي الشَّخصي المُوثَّق 248 جريمة إخفاء قسري و128 جريمة تعذيب و16 جريمة اختطاف رُضَّع من أبناء المعارضين السِّياسيِّين لحجبهم عن أوليائهم إمعانا في تعذيبهم..
ومن بين ضحاياه خمسة عشر مواطنا فرنسيًّا من بينهم نساء الدّين المسيحيَّات الفرنسيَّات الأخوات أليس دومون (Alice Domon) وليوني دوكي (Léonie Duquet).
ويقضي المجرم ضدَّ الإنسانيَّة الجلَّاد كافالُّو عقوبتان بالسِّجن المُؤَبَّد، بعد أن تمَّ إيقافه يوم 30 جوان 2003 ومحاكمته في المكسيك.
- “وسام الاستحقاق الوطني”
وكانت فرنسا وشَّحته ب “وسام الاستحقاق الوطني” يوم 27 جوان 1985 لخدماته لمَّا كان ملحقا عسكريَّا لبلاده بباريس بين 1982 و1984 قبل أن يلتحق بعالم الاقتصاد ويشتغل لحساب شركات عابرة للقارَّات فرنسيَّة الجنسيَّة، قبل أن يتحرَّر ضحاياه من رقة الاستبداد ويُضطرَّ للتَّخفِّي في المكسيك..
ومنذ ذلك الحين وجمعيَّات الضَّحايا والباقون على قيد الحياة (survivants) يطالبون فرنسا بسحب هذا التَّوسيم المُهين للضَّحايا من طرف “أُمَّة حقوق الإنسان” كما يحلو لفرنسا أن تصف نفسها..
وكان آخر طلب تقدَّم به الرَّئيس الأرجنتيني ألبيرتو فيرنانديز(Alberto Fernandez) لنظيره الفرنسي عيمانيوال ماكرون (Emmanuel Macron) أثناء زيارته الأخيرة لباريس..
وأصدرت الخارجيَّة الفرنسيَّة اليوم عن طريق سفارتها في بيونس آيرس أنّه “بطلب من السُّلطات الأرجنتينيَّة، فقد أمضى الرَّئيس عيمانويل ماكرون والوزير الأول إدوارد فيليب على أمر سحب الوسام” في بلاغ نشرته وكالة الأنباء الفرنسيَّّة بالإسبانيَّة، في انتظار صدور الأمر بالرَّائد الرَّسمي للجمهوريَّة الفرنسيَّة.
- الخارجية تثني على نظيرتها الفرنسية
ومن جهتها أصدرت وزارة الخارجيَّة الأرجنتينيَّة اليوم بلاغا أكَّدت فيه الخبر وشكرت فرنسا ووزير خارجيَّتها جون إيف لودريان “على سرعة استجابتها لحفظ ذاكرة ضحايا إرهاب الدَّولة”..
نحمد الله أن قيَّض لنا أسباب المُشاركة في هذا الحراك العالمي، ودفع ضريبة الموقف المبدئي، لإقناع فرنسا بسحب هذا التَّكريم المُهين لحقوق الإنسان ولضحايا التَّعذيب وللإنسانيَّة جمعاء.. والشُّكر كُلُّ الشُّكر للصَّديق الصُّحفي الأرجنتيني سي خوان غاسباريني أحد ضحايا الجلَّاد والَّذي كان صوت الضَّحايا المُدوِّي في أروقة الأمم المُتَّحدة طيلة خمسة وثلاثين عاما من فضيحة تكريم الجلَّاد في بلد حقوق الإنسان.
فما دامت فرنسا لا تسحب هاته الأوسمة والجوائز المعيبة والخادشة للذَّاكرة وللحياء، فمتى تُطالب حكومتُنا التُّونسيَّة رسميًّا من فرنسا سحب “جائزة لويز ميشال الدّوليَّة لحقوق الإنسان” أسندتها فرنسا للرَّئيس المخلوع الأسبق زين العابدين بن علي في أوج حملات القمع في تونس، في انتهاك لذاكرة الضَّحايا ولمبادئ فرنسا ولذاكرة المناضلة الكبيرة لويز ميشال.. يا قاتل الرُّوح وين تروح.