الدكتور ع الجليل بوقرة/لا ديمقراطية دون أصلاح ديني عميق

في تعليق على الجدل الذي تشهده الساحة السياسية في تونس اليوم حول نهاية الانتقال الديمقراطي كتب الدكتور عبد الجليل بوقرة تدوينة هذا نصها :
هل انتهى الانتقال الديمقراطي في تونس يوم 25 جويلية 2021؟
وهل فشل المشروع الديمقراطي في تونس وفي العالم العربي وهل إنّ الصّراع الحالي قائم بين الديمقراطية والدكتاتورية ؟
إنّ الذي انتهى في تونس والقوس الذي أغلق يوم 25 جويلية 2021، هو النظام الهجين شبه البرلماني الذي كاد أن يحوّل تونس إلى “غبار من الأفراد”…مع عودة إلى دائرة النظام الرّئاسوي…
ومن التعسّف على حركة التاريخ العنيدة الاعتقاد بإمكانية تطبيق فوري للنموذج الديمقراطي الغربي في تونس وفي العالم العربي.
إذ لم يكن نجاح النموذج الغربي، نسبيا، وليد بضعة أيام من المظاهرات والاحتجاجات بل أفرزته حركة ممتدّة على قرون من المآسي والحروب والثورات والانتفاضات والانقلابات والنجاحات والانتكاسات والتقدّم والتّراجع، وركام من الأفكار والفلسفات تخلّلتها تحولات اجتماعية عميقة وتشكّل طبقة متوسّطة ترسّخت أقدامها وصلب عودها، وتغيير في الشخصية القاعدية للإنسان الأوروبي منذ عصر النهضة، تلك اللحظة الحاسمة التي تجدّد فيها فهم الدين وعولجت معها انحرافاته واعوجاجه مع المصلح الكبير مارتن لوثر (1483-1546).
لا ديمقراطية دون إصلاح ديني عميق يحرّر العقل ويخضع كلّ الأشياء إلى معايير العلم والعقل، ولا ديمقراطية مع منظومة الاقتصاد الريعي، ولا ديمقراطية دون طبقة متوسّطة قوية ضامنة للتوازن الاجتماعي، ولا ديمقراطية دون دولة قوية عادلة عصرية حامية للحقوق والحرّيات العامّة والخاصّة، أحبّ من أحبّ وكره من كره



