تعرف على متحف تشاهد به أمامك عظام سكان باريس السابقين
عندما نتحدث عن السياحة في باريس، يتجه الانتباه غالباً إلى برج إيفل، متحف اللوفر، كاتدرائية نوتردام، شارع الشانزيليزيه، قوس النصر، وقصر فرساي. لكن تحت العاصمة الفرنسية، يكمن معلم تاريخي فريد من نوعه يُعرف باسم كاتاكومب باريس (Catacombs of Paris)، حيث تُعرض عظام ملايين البشر بشكل فني وتجريزي مذهل.
تاريخ الكاتاكومب
تمتد مغارات باريس القديمة على عمق يتراوح بين 20 و25 متراً، ويزيد طولها عن 300 كلم. استُخدمت هذه المغارات منذ العصور الوسطى كمقالع للحجر الجيري لبناء المعالم الفرنسية مثل ليزانفاليد، كاتدرائية نوتردام، وقصر فرساي.
في القرن الثامن عشر، واجهت مقابر باريس اكتظاظاً شديداً، ولا سيما مقبرة دي إينوسون (Cimetière des Innocents) التي كانت أكبر مقابر العاصمة. ولأسباب صحية وخوفاً من انتشار الأوبئة، قررت السلطات نقل البقايا البشرية من المقبرة إلى المقلع الحجري القديم المعروف باسم تومب إيسوار (Tombe-Issoire).

تنظيم العظام وإنشاء الكاتاكومب
تمت عملية النقل عبر فتحة بئر، حيث أُلقيت العظام في قاع المغارات. ثم قام رجال بتنظيمها في أكوام، لتحتوي المغارات لاحقاً على عظام حوالي 6 ملايين باريسي عاشوا في فترات سابقة.
في عام 1809، افتُتحت الكاتاكومب لعامة الناس. وقام هيريكار دو توري (Héricart de Thury) بتحويلها إلى معرض فني للجنائز، حيث بنى جدراناً وأعمدة مصنوعة من العظام والجماجم، وأضاف نقوشاً وشعارات من الأعمال الشعرية الإغريقية، لتحويل المكان إلى لوحة فنية جنائزية فريدة.

الشخصيات البارزة في الكاتاكومب
تحتوي الكاتاكومب على بقايا العديد من الشخصيات الفرنسية الشهيرة، من بينهم:
-
الكاتب فرانسوا رابليه (François Rabelais)
-
العالم الكيميائي فرانسوا لافوازييه (Antoine Lavoisier)
-
شخصيات من الثورة الفرنسية مثل روبسبيار، جورج دانتون، وكامي ديمولان
كما تضم بقايا ضحايا الطاعون الأسود وعدد من ضحايا الثورة الفرنسية، مما يجعل الكاتاكومب مرجعاً تاريخياً فريداً يُلقي الضوء على الماضي الدموي للعاصمة الفرنسية.



