إعلام عبري: إسرائيل تتأهب لاستهداف مرافق المياه والطاقة في إيران
كشف خطط لشن ضربات “وقائية” على بنى تحتية حيوية
نشرت دوائر أمنية وإعلام عبري تقارير تفيد بأن تل أبيب تدرُس توجيه ضربات وقائية تستهدف مرافق المياه والطاقة في إيران، بما في ذلك محطات الضخ وخزانات المياه ومحطات توليد الكهرباء ومحطات الوقود، في إطار سيناريو تهدف من خلاله إلى منع تعاظم القدرات العسكرية الإيرانية والضغط على “الجبهة الداخلية” في طهران.
وفق تقرير نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، يَندرج هذا الخيار العسكري بين السيناريوهات التي تتابعها تل أبيب وواشنطن عن كثب، خصوصاً في ضوء معلومات استخباراتية تفيد بتوسع طهران في برامج الصواريخ الباليستية وقدرات إنتاج وقود الصواريخ.
دوافع الخطة: مواجهة قدرة إيرانية متنامية على الصواريخ
ترى دوائر استخباراتيةٍ عبرية أن إيران تسرّع جهودها لإعادة بناء منشآت رئيسة لصناعة الصواريخ، واستيراد مكوّنات أساسية (من بينها ما سُمِّيَ في التقارير بـ«بيركلورات الصوديوم») ما يسهّل إنتاج وقود الصواريخ الصلب. وتذكّر التقارير أيضاً بأعمال بناء واسعة في مواقع مثل “شاهرود” و”بارشين” التي ترتبط بقطاع الصواريخ الإيراني.
هذه المعطيات، بحسب المصادر ذاتها، تضع تل أبيب أمام خيارين تكتيكيين: انتظار مبادرة دولية أو أمريكية يتمسّك بها صناع القرار، أو التحرك الاستباقي بعملية عسكرية واسعة تستهدف تفكيك البنية التحتية الحيوية لزعزعة قاعدة الردع الإيرانية.
استهداف البنية التحتية: تكتيك لشل الجبهة الداخلية لا لتعطيل القدرة العسكرية فقط
التقارير العبرية تشير إلى أن الاستراتيجية المتداولة لا تقتصر على تدمير قدرات الإطلاق فحسب، بل تستهدف أيضاً عناصر البنية التحتية المدنية الحيوية (المياه، الطاقة، الوقود) لزيادة الضغوط السياسية والاجتماعية داخل إيران، وربما دفع الرأي العام أو النخبة إلى الضغط على النظام.
وتحذر دوائر من أن توسيع دائرة الاستهداف لتشمل مرافق مدنية حساسة قد يؤدي إلى تبعات إنسانية وسياسية واسعة، ويصعّد النزاع إقليمياً ودولياً، خصوصاً إذا لَجَأَت طهران إلى ردّ انتقامي برجمات صاروخية أو بعمليات غير تقليدية.
“مدن الصواريخ” والملاجئ تحت الأرض: مرافق استراتيجية إيرانية صُنعت للحماية
تشير التقارير الإسرائيلية والأمريكية إلى أن إيران عملت على إنشاء مجمعات صواريخ تحت الأرض أُطلق عليها في بعض التقديرات اسم “مدن الصواريخ” بعد سلسلة ضربات سابقة. هذه المنشآت، بحسب التقارير، صُمّمت لتخزين وإطلاق صواريخ متوسطة وطويلة المدى، ما يزيد صعوبة استهدافها ويُحتمّ الاستعداد لتكتيكات معقّدة تتضمّن ضربات دقيقة ومتناغمة.
كما سجّل العامان الماضيان نشاطات بناء وتوسعة في مواقع استراتيجية، وسط تحذيرات استخبارية غربية من إمكانية تغيير إيران لطرق الحصول على مواد الإنتاج عبر قنوات متعددة، بينها جهات تجارية دولية.
سيناريوات وتداعيات: من الخطة “حبيسة الأدراج” إلى التنفيذ؟
بحسب ما نقلته التقارير، توجد خطط مفصّلة على رفّ الجهات العسكرية الإسرائيلية قد تُستخرج في حال تسرّبت مؤشرات على تهديد وشيك أو هجوم إيراني مضاد. وتحذّر المصادر من أن أي قرار استباقي من شأنه أن يرفع مستوى التصعيد إقليمياً، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحرّك دبلوماسي أو عقابي يُواجه آثاراً إنسانية ودبلوماسية.
كما تُشير تحليلات أن توجيه ضربات إلى مرافق مدنية حيوية يفتح نقاشاً قانونياً وأخلاقياً حول التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، واحتمال انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، ما قد يؤدي إلى إدانة واسعة وردود فعل دبلوماسية وعقوبات موجهة.
خيار عسكري ثقيـل وتبعات مكلفة
تُبقي التقارير العبرية على احتمالين: إما أن تبقى هذه الخطط “حبيسة الأدراج” كعمل ردعي داخل لعبة الضغط الاستخباراتي، أو أن تتحوّل إلى ضربات واقعية إذا اعتبرت تل أبيب (أو حلفاؤها) أن التهديد الإيراني بلغ مستوى يستوجب تعطيل البنية التحتية المدنية المكيفة لدعم القدرات الصاروخية. في الحالتين، تبقى المخاطر جمة والتداعيات على الأمن الإقليمي والدولي كبيرة.



