أول صورة لوحش بحيرة لوخ نيس: القصة الكاملة وراء أشهر خدعة في التاريخ
بداية الأسطورة – أول ظهور لوحش لوخ نيس
في الثاني عشر من نوفمبر عام 1933، انتشرت موجة حماس حول أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس، حين التقط هيو غراي، وهو مواطن من بلدة فايرز الأسكتلندية، أول صورة يُزعم أنها تثبت وجود “نيسي”.
كان غراي يتنزه قرب منزله على الشاطئ الشرقي للبحيرة برفقة كلبه وكاميرته، حينما اضطربت المياه فجأة وظهر جسم طويل رمادي اللون، ارتفع قدمين إلى ثلاثة أقدام فوق السطح.
روى أنه رأى جسماً أملساً لامعاً يشبه الرقبة الطويلة، وتمكن خلال اللحظات القصيرة التي ظهر فيها الكائن الغامض من التقاط خمس صور، لكن الصورة الوحيدة المنشورة كانت ضبابية وغامضة.
الصورة التي أشعلت العالم – من “ديلي سكتش” إلى “ديلي ميل”
بعد نشر الصورة في صحيفة “ديلي سكتش” البريطانية، تلقفت الصحف الشعبية القصة وبدأت تغذي الجدل حول الكائن الغامض.
وفي عام 1934، نشرت “ديلي ميل” الصورة الأشهر التي التقطها الطبيب روبرت ويلسون، والتي عُرفت لاحقاً باسم “صورة الجراح”، لتصبح رمزاً لأسطورة لوخ نيس حول العالم.
لكن الحقيقة التي بقيت طي الكتمان لسنوات طويلة، كشفت في التسعينيات أن الصورة لم تكن سوى خدعة محكمة صُممت باستخدام لعبة غواصة صغيرة ورقبة بلاستيكية من المعجون.

الجذور التاريخية لأسطورة نيسي
تعود جذور الأسطورة إلى قرون بعيدة في التراث الكلتي الأسكتلندي، حيث تحدثت القصص القديمة عن كائن مائي يُعرف باسم “كيلبي”، وهو روح مائية تتخذ شكل حصان برقبة طويلة يغوي المسافرين قبل أن يجرهم إلى الأعماق.
كما وردت إشارات عديدة في كتب الرحالة والمؤرخين، مثل هيكتور بوثيوس في القرن السادس الذي تحدث عن “وحش رهيب خرج من البحيرة”، وريتشارد فرانك في القرن السابع عشر الذي وصف “جزيرة عائمة تشبه زعنفة وحش”.
تفسيرات العلماء حول لغز لوخ نيس
تعددت النظريات العلمية حول ما شاهده الناس في البحيرة:
-
البعض اعتقد أنه سمكة قرش غرينلاند أو ثعبان بحري عملاق.
-
آخرون قالوا إنها جذوع أشجار صنوبر مغمورة أو سلاحف بحرية قديمة.
-
المهندس روبرت كريج أشار إلى أن ما يراه الناس قد يكون مجرد ظواهر طبيعية ناتجة عن الأمواج الراكدة.
-
وفي عام 2023، أعلن فريق علمي دولي أنه لم يجد أي أثر للحمض النووي لوحش أو كائن غير معروف في البحيرة، باستثناء حمض ثعابين البحر.

وحش لوخ نيس بين الأسطورة والعلم
ورغم غياب الأدلة العلمية، لا تزال أسطورة “نيسي” حية في الخيال الشعبي، تجذب آلاف السياح سنوياً إلى بحيرة لوخ نيس.
فهي تمثل مزيجاً بين الغموض، والإيمان بالأساطير، وحب الاكتشاف.
يبقى السؤال الذي يثير فضول العالم حتى اليوم:
هل يوجد حقاً في أعماق تلك البحيرة المظلمة سر لم يُكشف بعد؟



