الشرع وترامب.. أول محادثات رسمية بين واشنطن ودمشق بعد رفع العقوبات الأمريكية

زيارة تاريخية إلى البيت الأبيض

يعقد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الإثنين، محادثات رسمية غير مسبوقة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وذلك بعد أيام من قرار واشنطن شطبه من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات المفروضة عليه.

تُعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ استقلال بلاده عام 1946، وتفتح باباً جديداً أمام العلاقات الأمريكية – السورية بعد أكثر من عقد من القطيعة السياسية.

 الشرع بعد الإطاحة ببشار الأسد

قاد الرئيس السوري أحمد الشرع عملية عسكرية واسعة أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، بمشاركة عدد من الفصائل السورية التي ساهمت في إنهاء أكثر من نصف قرن من الحكم الأسدي.

ومنذ تسلمه السلطة، سعى الشرع إلى إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي، من خلال تحسين العلاقات مع الغرب والدول العربية، والعمل على إعادة الإعمار الاقتصادي.

 مباحثات اقتصادية مع صندوق النقد الدولي

وخلال زيارته إلى واشنطن، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لكريستالينا غورغييفا في صندوق النقد الدولي، حيث جرى بحث سبل دعم الاقتصاد السوري بعد سنوات من الحرب، وإمكانية حصول دمشق على مساعدات دولية لإعادة بناء البنية التحتية.

كما التقى الوفد السوري ممثلين عن منظمات سورية وأمريكية عاملة في مجالات الإغاثة والتنمية والتعاون الدولي.

اتفاق مرتقب للانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الشرع سيوقّع اتفاقاً للإنضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وهو التحالف الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014.

وكان التحالف الدولي قد ألحق هزيمة عسكرية بتنظيم داعش عام 2019 في سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، والتي تتفاوض حالياً للاندماج مع الجيش السوري ضمن عملية توحيد وطنية شاملة.

 قاعدة أمريكية جديدة قرب دمشق

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي في دمشق أن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من العاصمة السورية دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية، ومتابعة التطورات الميدانية بين سوريا وإسرائيل، في إطار التعاون الأمني الجديد بين البلدين.

 مرحلة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية

تشير هذه الزيارة التاريخية إلى تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه دمشق، إذ تأتي بعد قرار رفع العقوبات وشطب اسم الرئيس السوري من قائمة الإرهاب، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون السياسي والأمني بين البلدين.

ويرى مراقبون أن لقاء الشرع وترامب يمثل بداية حقبة سياسية جديدة في الشرق الأوسط، وقد يسهم في إعادة التوازن للعلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من العزلة والحروب.