وسطاء يقترحون اتفاقًا لإخراج مسلحي حماس من رفح: اختبار لوقف إطلاق النار في غزة - صوت الضفتين

وسطاء يقترحون اتفاقًا لإخراج مسلحي حماس من رفح: اختبار لوقف إطلاق النار في غزة

في تطور جديد قد يشكل نقطة تحول في مسار الهدنة بغزة، كشفت مصادر مطلعة عن مقترح وساطة دولية يهدف إلى إخراج مسلحي حركة حماس من منطقة رفح، التي تسيطر عليها إسرائيل حاليًا. ويقضي الاتفاق بأن يسلم المقاتلون أسلحتهم مقابل ممر آمن يسمح لهم بالانتقال إلى مناطق أخرى داخل القطاع، في خطوة تعتبر اختبارًا حقيقيًا لمدى صمود وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.

تفاصيل المقترح

بحسب مصدرين مطلعين على المحادثات، فإن الخطة التي يقودها وسطاء مصريون وبدعم من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، تستهدف نحو 200 مقاتل من حماس لا يزالون يتحصنون في رفح.
وتنص المبادرة على أن يسلم المسلحون أسلحتهم إلى السلطات المصرية، مع تقديم معلومات تفصيلية حول شبكة الأنفاق الموجودة في المنطقة ليتم تدميرها لاحقًا، مقابل ممر آمن نحو مناطق أخرى داخل غزة.

ويُنظر إلى هذا المقترح على أنه اختبار أولي لعملية أوسع لنزع سلاح حماس في كامل القطاع، ضمن خطة السلام التي تروج لها الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب.

ردود الأطراف المعنية

حتى الآن، لم تصدر إسرائيل ولا حماس موقفًا رسميًا بالموافقة أو الرفض.
وأكد مصدر مصري أمني أن المفاوضات ما زالت جارية، بينما رفض حازم قاسم، المتحدث باسم حماس في غزة، التعليق على المبادرة.

في المقابل، امتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن الرد على طلبات الصحفيين للتعليق حول تفاصيل المقترح.

الوضع الميداني في رفح

رغم الهدوء النسبي الذي رافق وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن منطقة رفح شهدت تصاعدًا في الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين في هجوم تبنته تل أبيب ضد حماس، في حين نفت الأخيرة مسؤوليتها.
وردّت إسرائيل بعمليات قصف مكثفة أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، لتصبح رفح مجددًا بؤرة التوتر الأشد في القطاع.

خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

تعدّ هذه المبادرة جزءًا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تقوم على مراحل:

وقف إطلاق النار الكامل بين إسرائيل وحماس.

نزع سلاح الفصائل وتسليم الأسلحة بإشراف دولي.

تشكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط لإدارة القطاع تحت إشراف دولي.

نشر قوة أمنية دولية في غزة لضمان الاستقرار.

وبحسب المبعوث الأمريكي ويتكوف، فإن العمل على تشكيل القوة الدولية سيُستكمل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، معتبرًا أن “ما سيحدث في رفح سيكون نموذجًا لما نحاول تطبيقه في باقي مناطق غزة”.

تداعيات محتملة

نجاح هذا الاتفاق المحتمل قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار في غزة، ويمهد لنزع سلاح شامل للفصائل المسلحة.
أما فشله، فقد يعني انهيار الهدنة وتجدد العمليات العسكرية في رفح، ما سيعيد الملف الفلسطيني إلى نقطة الصفر.

يبقى السؤال المطروح: هل يشكل المقترح الجديد بداية حقيقية لنزع سلاح حماس وإنهاء الحرب في غزة، أم أنه مجرد اختبار آخر سيفشل تحت ضغط الميدان والتعقيدات السياسية؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

French