إدانة لاعب دولي مصري سابق في بريطانيا بتهمة قتل زوجته البريطانية

أصدرت محكمة بريطانية حكمًا بالسجن مدى الحياة بحق لاعب الهوكي الدولي المصري السابق محمد سمك، بعد إدانته بقتل زوجته البريطانية جوان سماك طعنًا داخل منزلهما في مقاطعة وورسيسترشاير. وتعد هذه القضية من أكثر الجرائم التي أثارت جدلًا واسعًا في بريطانيا نظرًا لبشاعتها وتفاصيلها المروّعة.

 جريمة بسبب الغيرة والأزمة المالية

كشفت النيابة العامة البريطانية أن الجريمة كانت نتيجة خلافات زوجية حادة تفاقمت بسبب الأزمة المالية التي كان يمرّ بها المتهم، إلى جانب غيرته بعد فقدانه السيطرة على علاقته بزوجته.
وأوضحت التحقيقات أن الضحية كانت المعيلة الأساسية للأسرة، وهو ما زاد من شعور المتهم بالعجز واليأس، ليدفعه ذلك إلى ارتكاب جريمة مروعة في لحظة غضب.

وقال القاضي جيمس بوربيدج أثناء النطق بالحكم:

“حين بدأت جوان تبتعد عنك وتفقد مشاعرها تجاهك، لم تستطع التعامل مع ذلك عاطفيًا، فاخترت الطريق الأكثر أنانية وقسوة.”

 تفاصيل مروّعة كشفتها التحقيقات

أثبت تقرير الطب الشرعي أن الضحية تعرّضت لست طعنات قاتلة في الصدر والبطن، تراوحت أعماقها بين 2.5 و10 سنتيمترات، وهو ما يجعل فرضية الانتحار مستحيلة.
ورغم ذلك، حاول المتهم تضليل الشرطة بادعائه أن زوجته انتحرت، بل سعى لتشويه سمعتها عبر القول إنها كانت تعاني من مشاكل نفسية.

وخلال إعادة المحاكمة، عثرت الشرطة على ملابس ملطخة بالدماء أخفاها المتهم في العلّية، وهو الدليل الذي حسم القضية بعد فشل المحاكمة الأولى في الوصول إلى حكم.

 من علاقة حب إلى مأساة أسرية

بدأت علاقة الزوجين عام 2011 عندما التقت جوان بمحمد سمك أثناء زيارة إلى مصر، حيث كان يعمل في أحد الفنادق. وبعد علاقة استمرت ثلاث سنوات، تزوجا وانتقلا للعيش في بريطانيا عام 2014.
لكن الحياة الزوجية سرعان ما تحوّلت إلى خلافات متكررة بسبب فشل المتهم في الحصول على عمل مستقر، إلى أن انتهت القصة بجريمة وصفتها المحكمة بأنها “شريرة إلى حد يفوق الخيال”.

 العنف الأسري في بريطانيا: أزمة متفاقمة

تُعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على ظاهرة العنف الأسري في بريطانيا، التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلاتها خلال السنوات الأخيرة.
وتؤكد منظمات حقوقية بريطانية أن مثل هذه الجرائم تبرز الحاجة إلى توسيع برامج الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ عن العنف الأسري قبل أن يتحول إلى مأساة لا رجعة فيها.

قضية محمد سمك تمثل تحذيرًا من مخاطر التصعيد العاطفي والعنف داخل العلاقات الأسرية، وتؤكد أن الغيرة واليأس قد يتحولان إلى مأساة إنسانية عندما تغيب السيطرة والعقلانية.