بعد فوز زهران ممداني الكاسح.. ما هي صلاحيات عمدة نيويورك؟
أحدث فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك صدمة سياسية عالمية، بعد أن أصبح أول مسلم يقود أكبر مدن الولايات المتحدة وأكثرها نفوذاً، متغلباً بفارق كبير على خصومه الجمهوري كورتيس سليوا والمستقل أندرو كومو، الذي طوت هذه الهزيمة جزءاً مهماً من مسيرته السياسية الطويلة في الولاية.
هذا الانتصار التاريخي يثير سؤالاً محورياً اليوم: ما هي صلاحيات عمدة نيويورك؟ وما مدى تأثير هذا المنصب محلياً ووطنياً ودولياً؟
منصب يتمتع بنفوذ ضخم داخل أمريكا
وفق تحليل نُشر في صحيفة نيويورك تايمز للكاتب الأميركي روس باركان، فإن ممداني قد يصبح أقوى سياسي يساري في الولايات المتحدة بعد توليه هذا المنصب الحساس.
ويمتلك عمدة نيويورك صلاحيات واسعة تشمل:
-
الإشراف على أكبر قوة شرطة في الولايات المتحدة
-
إدارة أكبر منظومة تعليمية في البلاد
-
التحكم في ميزانية تتجاوز 110 مليارات دولار
-
الإشراف على أكثر من 325 ألف موظف في مرافق المدينة
-
إدارة خمسة أحياء كبرى: مانهاتن، بروكلين، برونكس، كوينز، وجزيرة ستاتن
كما يملك صلاحيات تعيين كبار المسؤولين ورؤساء الإدارات ووضع السياسات التنفيذية للمدينة.
تأثير يتجاوز حدود نيويورك
فوز ممداني ليس حدثاً محلياً فقط، بل يحمل تأثيراً دولياً كبيراً، خصوصاً بعد الهجوم الحاد الذي تعرض له من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ويرى محللون أن صعوده قد يعزز نفوذ التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ويمثل اختباراً لقدرة اليسار الأميركي على الحكم من داخل أكبر مركز اقتصادي وسياسي في البلاد.
مدينة معقدة ومنصب صعب
نيويورك مدينة شديدة التنوع دينياً وعرقياً واجتماعياً وسياسياً، ما يجعل منصب العمدة من أصعب المناصب التنفيذية في الولايات المتحدة، حيث يتولى صاحبه:
-
فرض القوانين المحلية والفدرالية داخل المدينة
-
إدارة المرافق والخدمات العامة
-
وضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية
-
التعامل مع ملفات الأمن والهجرة والإسكان والنقل
كما يعتبر مكتب العمدة الجهة التي تُشرف على المدارس، الخدمات الاجتماعية، والسلامة العامة.
فوز زهران ممداني لا يمثل مجرد نجاح انتخابي، بل هو تحول تاريخي في المشهد السياسي الأميركي ورسالة قوية حول صعود جيل جديد من القادة التقدميين.
ويبقى السؤال:
هل سيتمكن ممداني من ترجمة رؤيته اليسارية إلى واقع في مدينة بحجم وثقل نيويورك؟
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.



