الأحزاب الدينية تتحد في أكبر تظاهرة ضد التجنيد في إسرائيل منذ عقد

شهدت مدينة القدس المحتلة، الخميس، واحدة من أضخم التظاهرات في تاريخ إسرائيل، حيث توحدت الأحزاب الدينية اليهودية لأول مرة منذ نحو عشر سنوات، احتجاجًا على مشروع قانون التجنيد الإجباري المفروض على الحريديم.

جاءت هذه الاحتجاجات وسط تصاعد الجدل حول الخدمة العسكرية الإلزامية، خاصة بعد الحرب في غزة والعجز المتزايد في صفوف الجيش الإسرائيلي.

تجمع غير مسبوق للحريديم في القدس

وفق وسائل إعلام عبرية، شارك مئات الآلاف من اليهود المتدينين في التظاهرة، التي شهدت سقوط فتى يبلغ من العمر 15 عامًا من أعلى مبنى ومصرعه لاحقًا.

المتظاهرون اعتلوا أسطح البنايات والجسور ومحطات الوقود لمشاهدة الحشود، بينما حلقت مروحية في الموقع وسط مشاهد لصلوات جماعية واحتجاجات حاشدة.

مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة

اندلعت مواجهات قرب موقع سقوط الفتى، حيث رشق المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات، فيما أشعل آخرون النيران في حاويات القمامة.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية إصابة عدة عناصر بينهم نائب قائد المنطقة، مشيرة إلى اعتقال مجموعة من المحتجين بعد “تجاهل أوامر الأمن وإحداث فوضى”.

خلفية الأزمة: تجنيد الحريديم بين السياسة والدين

إعفاء تاريخي يعود إلى عام 1948

منذ تأسيس إسرائيل، يتمتع الحريديم بإعفاء من الخدمة العسكرية مقابل تخصيص وقتهم لدراسة التوراة في المدارس الدينية. لكن هذا الإعفاء أصبح مثيرًا للجدل مع تزايد عدد المتدينين وتأثير الحرب في غزة على القدرات البشرية للجيش.

تصاعد الغضب بعد حرب غزة 2023

اندلعت موجة الانتقادات عقب هجوم 7 أكتوبر 2023 وحرب غزة، إذ تواجه المؤسسة العسكرية صعوبات كبيرة في التجنيد، ما دفع الحكومة لبحث تعديل القانون وفرض التجنيد على الحريديم.

تداعيات سياسية واجتماعية خطيرة

وحدة نادرة بين الأحزاب الدينية

هذه التظاهرة تعكس وحدة غير مسبوقة بين الأحزاب الدينية، التي عادة تختلف سياسياً، لكنها اليوم تتفق على حماية امتياز الإعفاء العسكري.

تزايد الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي

الاحتجاجات تكشف اتساع الفجوة بين التيارات العلمانية والدينية، وتزيد الضغط على حكومة بنيامين نتانياهو التي تعتمد على دعم الأحزاب الدينية للبقاء في السلطة.