الجيش الإسرائيلي يعلن العودة إلى وقف إطلاق النار في غزة غداة ليلة دامية
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء عودته إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ليلة وصفت بـ”الدامية“، أسفرت عن مقتل نحو 100 فلسطيني في سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.
وقال الجيش في بيان رسمي إنه بدأ فرض الالتزام بالاتفاق مجددًا، بعد “خرقه من قبل حركة حماس“، مضيفًا أن القرار جاء بتوجيه من المستوى السياسي في تل أبيب.
وأوضح البيان أن “الغارات المكثفة التي نُفذت خلال الساعات الماضية استهدفت عشرات المواقع المرتبطة بالإرهاب“، مشيرًا إلى أن قوات الجيش وجهاز الشاباك تمكنوا من استهداف أكثر من 30 من قادة التنظيمات الفلسطينية في القطاع.
وشدد الجيش على أن “عملية فرض الاتفاق ستستمر مع الالتزام بالرد بقوة على أي خرق جديد من قبل حركة حماس”.
خسائر بشرية كبيرة في غزة
من جانبها، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن استشهاد 91 شخصًا، بينهم 22 طفلًا، نتيجة استهداف منازل وخيام نازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بينها رفح وخان يونس.
كما أكدت مصادر محلية أن الطيران الإسرائيلي قصف عدة مواقع في جنوب ووسط غزة مساء الثلاثاء، في ما وصفه الجيش بأنه رد على خروقات من جانب حركة حماس، بينما نفت الأخيرة أي مسؤولية عن إطلاق النار على أحد الجنود الإسرائيليين في رفح.
مواقف رسمية متباينة
وأكدت حركة حماس في بيان رسمي أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، نافية أي علاقة لها بالحادث الذي استندت إليه إسرائيل في استئناف القصف.
في المقابل، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا مساء الثلاثاء، جاء فيه أن القيادة العسكرية تلقت أوامر بشن ضربات قوية على غزة فورًا، عقب انتهاء مشاورات أمنية طارئة.
من جهته، حاول نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس التخفيف من حدة التوتر، مؤكدا أن “وقف إطلاق النار في غزة سيصمد”، في إشارة إلى دعم واشنطن للمساعي الدبلوماسية الرامية إلى تثبيت الهدنة.
خلفيات المشهد
تأتي هذه التطورات بعد أقل من أسبوع على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة وقطر ومصر، في محاولة لوقف العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من عام.
ويرى محللون أن استمرار الخروقات يعكس هشاشة التفاهمات الحالية بين إسرائيل وحماس، وسط ضغوط داخلية على حكومة نتنياهو من اليمين المتشدد، الذي يرفض أي تهدئة دائمة دون “تفكيك البنية العسكرية لحماس”.



