منشأة جديدة في جنوب إسرائيل.. هكذا يشرف فريق ترمب على خطة غزة
في خطوة غير مسبوقة، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن منشأة جديدة يتم إنشاؤها في جنوب إسرائيل، حيث يجري تحويل مستودع ضخم إلى مقر لمتابعة تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في غزة.
وتُعد هذه المنشأة رمزاً عملياً لالتزام الإدارة الأمريكية بمواصلة جهودها لضمان الاستقرار في قطاع غزة بعد الهدنة الأخيرة.
تفاصيل المنشأة ودورها
يقع المركز الجديد على أطراف مدينة صغيرة قريبة من الحدود مع غزة، ويضم نحو 200 جندي أمريكي بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وعدد من الشركاء الدوليين.
وقد أُطلق على المقر اسم “مركز التنسيق المدني العسكري”، ويهدف إلى:
مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
تنسيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
دعم الجهود الأمنية والإعمارية في القطاع.
تُظهر صور من داخل المنشأة قاعة إسمنتية ضخمة مقسّمة بألواح بيضاء، تتوسطها شاشات ضخمة تُعرض عليها النقاط العشرون الخاصة بـ خطة ترمب للسلام في غزة.
وتعج القاعة بالجنود والموظفين المدنيين الذين يتحركون بين المكاتب السوداء، بينما تذكّرهم مكبرات الصوت بعدم التدخين داخل المقر.
الرمزية الأمريكية ودعم الاستقرار
يؤكد مسؤولون أمريكيون أن هذا المركز يمثل رمزاً ملموساً لالتزام واشنطن باتفاق السلام، القائم على ضمانة ترمب بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب طالما التزمت حماس بشروط الاتفاق.
كما يسمح هذا المركز للولايات المتحدة بمراقبة تحركات الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها حكومته من أعضاء الائتلاف المعارضين لإنهاء الحرب.
مشاركة دولية واسعة
شوهد ضباط من عدة دول شريكة للولايات المتحدة داخل المركز، من بينهم ممثلون عن ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، قبرص، أستراليا، كندا واليونان، ما يعكس الجهد الدولي الواسع للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة.
وتضم العمليات أيضاً جنوداً من الجيش الأمريكي، مشاة البحرية، وقوة الفضاء الأمريكية.
القيادة المركزية الأمريكية: نحو حكم مدني آمن لغزة
أكد المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن مركز التنسيق المدني العسكري الجديد يشكّل آلية أساسية لضمان انتقال غزة نحو حكم مدني مستقر.
وأوضح أن العمل يشمل مراقبة دقيقة للتطورات الميدانية، بما في ذلك إعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين ومتابعة توفر المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية في القطاع.
أسلوب ترمب “غير التقليدي”
بحسب التقارير، اعتمد فريق ترمب أسلوباً “غير تقليدي” في تنفيذ الخطة، إذ أعلنوا النجاح أولاً ثم عملوا على التفاصيل لاحقاً، وهو ما ساعد في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتحقيق أول هدنة مستمرة منذ سبعة أشهر من القتال.
ورغم بعض التوترات بين تل أبيب وواشنطن، حافظت الإدارة الأمريكية على نبرة متفائلة، وأرسلت وفوداً رفيعة المستوى إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ الخطة.
أبرز المبعوثين الأمريكيين
شارك في الجهود الدبلوماسية عدد من الشخصيات البارزة في إدارة ترمب، من بينهم:
وزير الخارجية ماركو روبيو
نائب الرئيس جي دي فانس
المبعوث الخاص ستيف ويتكوف
صهر الرئيس السابق جاريد كوشنر
وأكد روبيو خلال زيارته للموقع أن “العمل الجاري في هذا المستودع هو مفتاح الحفاظ على تماسك الخطة”، مشدداً على أنه “لا توجد خطة بديلة، هذه هي الخطة الوحيدة والأفضل”.
تشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار
أوضح مسؤولون أمريكيون أنهم يجرون محادثات مع دول مثل مصر، تركيا، الإمارات، إندونيسيا وأذربيجان بشأن تشكيل قوة استقرار دولية، لضمان تطبيق الاتفاق واستمرار الهدوء في غزة.
وأكد ماركو روبيو أن النقاشات ما زالت جارية حول تفاصيل هذه القوة، مثل:
طبيعة التفويض الدولي.
هيكل القيادة.
آليات التمويل.
قواعد الاشتباك.
كما بيّن أن الجهود تشمل تعاوناً مع منظمات إنسانية مثل برنامج الأغذية العالمي لتأمين وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة.
تُعد المنشأة الجديدة في جنوب إسرائيل إحدى أبرز مظاهر التحرك الأمريكي لإعادة صياغة المشهد في غزة، في ظل مساعٍ لتثبيت وقف إطلاق النار وتحويله إلى سلام مستدام.
لكن يبقى السؤال الأهم:
هل تنجح خطة ترمب في تحقيق الاستقرار الدائم في غزة أم أنها مجرد مرحلة انتقالية جديدة في صراع لا ينتهي؟



