توتر متصاعد.. نُذر “حرب وشيكة” بين إثيوبيا وإريتريا

يشهد الحدود الإثيوبية–الإريترية توتراً متصاعداً يُنذر باحتمالية حرب وشيكة، وسط تحركات عسكرية وتصعيد سياسي متبادل بين البلدين، وفق خبراء ومراقبين دوليين.
وتشير التطورات الأخيرة في منطقة تيغراي إلى تهديد الاستقرار الهش القائم، خاصة مع تزايد الخلافات بين رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفورقي، الذين كانا حليفين وثيقين بين عامي 2018 و2022، قبل أن تُحدث حرب تيغراي فجوة واسعة بينهما.
وفي سياق متصل، شكّكت قيادات إثيوبية علنًا في شرعية استقلال إريتريا عام 1993، وتبادل الجانبان اتهامات متبادلة بالعدوان وسوء النية. وتشير تقارير إلى شراء الأسلحة ونشر القوات في منطقة عصب – الميناء الإريتري الذي تسعى إليه إثيوبيا – ما يزيد من احتمالية تصعيد النزاع إلى مواجهة عسكرية فعلية.
ويرى الخبراء أن جبهة تحرير تيغراي (TPLF) قد تلعب دورًا حاسماً في أي صراع محتمل، خصوصًا مع الانقسام السياسي داخل قيادتها بين جناح مؤيد لأديس أبابا وآخر يميل نحو أسمرة. كما تسعى الجبهة إلى استعادة الأراضي الغربية التي فقدتها لصالح منطقة أمهرة، وهو هدف قد يُنفذ بالقوة إذا اقتضى الأمر، ما يزيد من خطر التصعيد.
كما يثير فتح معبر زالامبسا الحدودي في يونيو الماضي دون إشراف الحكومة الفيدرالية مخاوف من مرور الأسلحة والإمدادات بين إريتريا وجبهة تيغراي، إلى جانب استيلاء الجبهة على الإدارات الإقليمية المعارضة في جنوب تيغراي، ما يعكس تصاعد نفوذ الجناح الموالي لإريتريا بقيادة ديبريسيون.
ويحذر المراقبون من أن التوازن الهش على طول الحدود الإثيوبية–الإريترية يتآكل بسرعة، وأن تيغراي قد تكون الشرارة التي تُشعل حربًا واسعة النطاق، قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات واستنزاف الأجيال القادمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتهدئة التوتر.