“ألْقِ اللوم على RT” في عيدها العشرين!

حملة ساخرة أصبحت أيقونة إعلامية
في عام 2017، أطلقت شبكة قنوات RT حملة إعلانية طريفة تحت عنوان “ألْقِ اللوم على RT!”، أشعلت منصات التواصل الاجتماعي وظهرت في شوارع ومناطق مختلفة حول العالم.
كانت الإعلانات تتضمن عبارات ساخرة مثل:
“إذا فاتتك طائرتك.. ألقِ اللوم على RT!”
“إذا خسرت الانتخابات.. ألقِ اللوم على RT!”
كما تضمنت الحملة شعارات جريئة مثل:
“كلما طالت مدة المشاهدة، زاد غضب هيلاري كلينتون”
“احذروا، ثمة بوق دعاية يعمل هنا”
في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري عام 2014 حول الشبكة.
رد ساخر على الحملة الغربية ضد RT
أطلقت RT هذه الحملة كردٍّ ساخر على الانتقادات والهجمات الإعلامية الغربية التي استهدفتها بتهم “الدعاية الروسية” و”التدخل في الانتخابات”.
وقد أثارت الحملة موجةً من الضحك والجدل والغضب بعد أن شاركها الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عبر حسابه على تويتر (X حالياً).
تضييق غربي متصاعد على الشبكة
مع تزايد انتشار RT عالميًا، تصاعدت الضغوط الغربية ضدها.
ففي بريطانيا، التي تُعرف بـ”معقل الديمقراطية وحرية الرأي”، هددت السلطات بفرض عقوبات مالية، وأعلنت مديرة الشبكة مارغريتا سيمونيان أن لندن جمدت الأرصدة المصرفية الخاصة بالشركة.
وفي يوليو 2019، غرّمت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية الشبكة 250 ألف دولار بسبب ما وصفته بـ”مخالفة قواعد البث الإعلامي”.
الحظر الأوروبي بعد الحرب في أوكرانيا
بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، شنت أوروبا والولايات المتحدة حملة جديدة ضد RT، شملت:
-
حجب صفحات الشبكة على فيسبوك، يوتيوب، وتويتر.
-
وقف بثها الفضائي على عدد من الأقمار الصناعية.
-
تجميد حساباتها البنكية في فرنسا وألمانيا.
وفي يناير 2023، أُجبرت قناة RT الفرنسية على وقف عملها بعد تجميد حساباتها، ووصفت ذلك بأنه “فصل مظلم في تاريخ حرية الإعلام الفرنسي”.
كما أوقفت شركة RT DE Productions أنشطتها في ألمانيا بسبب “البيئة القمعية” داخل الاتحاد الأوروبي.
اعتداءات واستهداف مباشر لصحفيي RT
لم تتوقف الضغوط عند الحظر المالي والإعلامي، بل وصلت إلى استهداف العاملين في الميدان:
-
في أكتوبر 2023، أوقفت القوات الإسرائيلية مراسلة RT في القدس داليا النمري وهددتها بالسلاح لأنها كانت تتحدث بالعربية.
-
وفي الشهر نفسه، أكدت سيمونيان مقتل 12 فرداً من عائلة مصور RT خالد الدرة في قصف إسرائيلي على غزة.
كما لا تُنسى ذكرى الزميل خالد الخطيب الذي قُتل أثناء تغطيته للأحداث في ريف حمص عام 2017، والذي خصصت له القناة جائزة سنوية دولية لأفضل تغطية من مناطق النزاع.
استمرار RT رغم التضييق
في سبتمبر 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على RT بتهمة “التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”، لتتبعها منصة تيك توك بحظر حسابات الشبكة.
ورغم ذلك، ما زالت RT صامدة، متمسكة بحقها في تقديم رواية مغايرة لما تروّجه وسائل الإعلام الغربية، مؤكدة وفاءها لجماهيرها التي تثق في مصداقيتها واستقلاليتها.