أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن القصف الإسرائيلي استهدف بشكل مباشر الطابق الرابع من مجمع ناصر الطبي، قبل أن يتبعه هجوم ثان على مبنى “الياسين” داخل المجمع عبر طائرة مسيرة، أثناء عملية انتشال جثامين الضحايا من القصف الأول.

من جانبه، أفد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أن الاستهداف جرى بوساطة قصف مدفعي وقذائف دبابات على قسم الجراحة في المجمع.

وأوضح الدفاع المدني في قطاع غزة أن أحد كوادره قتل أيضاً، فيما أصيب سبعة آخرون أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وإخلاء الجثث.

بينما أكد الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل خلال تصريحات إعلامية أن الجيش استهدف الصحفيين والكوادر الطبية “على الهواء مباشرة”. في إشارة إلى الاستهداف الثاني الذي أصاب العاملين في الدفاع المدني اثناء قيامهم بواجبهم في انتشال الضحايا.

وأكد بصل أن عدد الضحايا من كوادار الدفاع المدني ارتفع لأكتر من 138 عنصراً بعد هذا الاستهداف الأخير.

وبحسب شهود عيان، أحدث القصف حالة من الفوضى والهلع داخل المستشفى الذي يعد آخر المراكز الطبية الرئيسية العاملة في جنوب القطاع.

وأكدت قناة الجزيرة القطرية مقتل أربعة صحفيين بينهم مصورها محمد سلامة، ومصور وكالة رويترز حسام المصري ، إلى جانب 3 صحفيين آخرين من بين 14 شخصاً قتلو نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر للمجمع.

من جهته، وفي ردّ على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن قصف مستشفى ناصر، قال الجيش الإسرائيلي إنه “يتحقّق” من الأمر، دون ذكر المزيد من التفاصيل أو التعليق على أخبار مقتل الصحفيين.

يأتي هذا الهجوم الإسرائيلي الجديد في وقت تشير فيه الإحصاءات الرسمية إلى أن إسرائيل قتلت 244 صحفياً فلسطينياً منذ بدء حربها على القطاع المنكوب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول للعام 2023، كان آخرهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع إلى جانب أربعة من زملائهم، قضوا بقصف إسرائيلي استهدف خيمة الصحفيين الموجودة أمام باب مجمع الشفاء الطبي.

ونعت شبكة الجزيرة القطرية مصورها محمد سلامة مؤكدة “استمرار التزامها بتغطية الحرب على غزة رغم المخاطر المتزايدة على طواقمها الميدانية”، وفقاً للشبكة.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع متسببة في انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

واستناداً إلى إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 158 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال. إلى جانب توثيق 9 آلاف مفقود على الأقل، في حصيلة تعتمدها الأمم المتحدة وفي ظل تحذيرات أممية من تفشي المجاعة وانهيار إنساني غير مسبوق.