سُلحفاة مُهدّدة بالانقراض تظهر في سيدي علي المكي بتونس.. ما القصّة؟ فيديو - صوت الضفتين

سُلحفاة مُهدّدة بالانقراض تظهر في سيدي علي المكي بتونس.. ما القصّة؟ فيديو

 

شهد شاطئ سيدي علي المكّي من ولاية بنزرت، خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد 5 و6 جويلية 2025، ظاهرة تعدّ الأولى من نوعها تمثّلت في خروج نادر لسلحفاة بحرية من نوع “السلحفاة ضخمة الرأس” (Caretta caretta) من أجل التعشيش.

وفي تعليق على هذه الظاهرة، أوضح الباحث في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، سامي قرعة، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “أحلى صباح” اليوم الأربعاء 9 جويلية، أنّ هذا النوع من السلاحف البحرية عادةً ما يُعشّش في مناطق معروفة من البحر الأبيض المتوسط، على غرار سواحل تركيا واليونان، إضافة إلى الشابة وجزر قوري وشواطئ المهدية في تونس. وقد لوحظ في السنوات الأخيرة امتداد نطاق تعشيشها ليشمل مناطق أخرى مثل فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، وأيضًا بعض الشواطئ التونسية.

وأرجع سامي قرعة هذا الحدث إلى جملة من العوامل، من بينها تأثيرات الاحتباس الحراري، والجهود البيئية المبذولة لحماية السلاحف البحرية، والتي ساهمت في ارتفاع أعدادها، إلى جانب التطوّر الملحوظ في وسائل الرصد والمتابعة العلمية.

وأوضح أنّ تعشيش هذا النوع من السلاحف يتطلب توفّر شروط بيئية محددة، أبرزها ارتفاع الشاطئ، ونوعية التربة، ودرجة الحرارة، مشيرًا إلى أنّ تغيّر المناخ ساهم في جعل بعض المناطق التي لم تكن ملائمة في السابق، أكثر قابلية لاستقبال هذا النوع من الكائنات البحرية.

من جانبه، أفاد المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بأنّ هذه أوّل ملاحظة موثقة من هذا النوع على هذا الشاطئ، وثالث حالة يتم تسجيلها في منطقة غار الملح منذ سنة 2023. وتشير إلى جودة البيئة المحلية، من حيث خصائص التربة الرملية، ودرجة حرارة الرمال، ونوعية مياه البحر.

ويُعدّ هذا الحدث مهما على سواحل الشمال التونسي، وقد يكون مرتبطاً بارتفاع درجات حرارة مياه البحر نتيجة التغيرات المناخية، التي تؤثر تدريجياً على مناطق انتشار وتعشيش الأنواع البحرية في البحر الأبيض المتوسط.

وتقع معظم مواقع تعشيش Caretta caretta في الحوض الشرقي للمتوسط (اليونان، تركيا، قبرص، ليبيا). إلاّ أنّ حالات التعشيش أصبحت تُسجّل بشكل متزايد في الحوض الغربي، وخاصة في إيطاليا، إسبانيا، جنوب فرنسا، وحالياً شمال تونس، وفق المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار.

علما وأنّه في تونس، يُشرف المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار (INSTM)، والمركز الإقليمي للتنوع البيولوجي (SPA/RAC)، والوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي (APAL)، وجمعية أزرقنا الكبيرNGB  بالتعاون مع المجتمع المدني والاطراف الفاعلة على المتابعة ضمن برنامج وطني لتعشيش السلاحف.

وتُعدّ جزر قوريا (المنستير) وشاطئ غضابنة (المهدية) من أهم مواقع التعشيش القارة. وبيّن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار أنّ الحدث المسجّل في سيدي علي المكّي يُشير إلى احتمال توسّع المناطق المناسبة للتعشيش، مما يستدعي متابعة علمية دقيقة وجهوداً لحماية هذه المواقع.

وأضاف أنّ نجاح عملية التعشيش ما يزال مرتبطا بتوفّر ظروف خاصة تتمثل في عدم إفزاع السلحفاة من خلال الأضواء الاصطناعية أو الضوضاء أو كثافة تواجد المصطافين قد يعرقل عملية وضع البيض.

وفي هذا الإطار، قدّم المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار جملة من التوصيات العلمية والبيئية:

* ضرورة تجنب أي إزعاج أو تدخل خلال فترة التعشيش.

* الحد من استخدام الأضواء الاصطناعية الليلية على الشاطئ.

* الإبلاغ الفوري عن أي تسجيل تواجد لتعشيش سلحفاة أو أي عش  إلى المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، لضمان حماية الموقع وجمع البيانات وفقًا للمعايير العلمية.

المصدر:اذاعة موزاييك

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

French