قافلة الصمود لم تفشل رغم انها أُوقفت في سرت... - صوت الضفتين

قافلة الصمود لم تفشل رغم انها أُوقفت في سرت…

الدكتور عميرة علية الصغير (مؤرخ )

ما كنّا توقعناه وقع. سلطة حفتر في شرق ليبيا منعت مرورها نحو الحدود المصرية والسلط المصرية كذلك أغلقت معبر السلوم في وجه القافلة وحرّكت قوات لمنع أي خرق لحدودها. أتفهّم شخصيا تخوف السلطة في مصر من التبعات الأمنية لعبور القافلة أراضيها واتفهم تحوّطها لحماية امنها خاصة وانّ الكثيرين كانت عيونهم أكثر على نظام السيسي لإسقاطه لا على فلسطين وهم أساسا من مجاميع الاسلامويّين من اخوان وجهاد وسلفيين ومن الصهاينة ذاتهم لأن نظام السيسي أفشل ويُفشل مشروعهم في تهجير الفلسطينيين وتوطينهم سيناء المصريّة، فالحكومة المصرية مسؤولة على سيادة أرضها وأمن أهلها. رجائي للجاهلين بتاريخ مصر وتضحيات شعبها من اجل فلسطين أن يكفّوا عن المزايدات والصبيانيات غير المحسوبة.
هل كان للسيسي إمكانية أخرى في التعامل مع القافلة؟ في تقديري المتواضع أقول نعم، كان من الممكن ترك القافلة تعبر الأراضي المصرية مرفوقة ومحمية ومراقبة من الأمن المصري حتى مكان معيّن مع الحدود في فلسطين المحتلة ليقع تجمع المتضامنين هناك وقتيا وتكون الرسالة قد وصلت للفلسطينيين وللعالم. هذه الإمكانية لم تكن اختيار السلط المصرية وهم طبعا أدرى بأمور امنهم وسيادة وطنهم.
وبعد؟
ليس لنا الا ان نحيّي دائما كل المتضامنين ومنظمي هذه القافلة ونكبر سخائهم وتضحياتهم وتجشمهم خطر السفر خاصة للمتقدمين منهم في السن. وصحيح أنّ القافلة لم تصل معبر رفح وفشلت في ذلك لكنها نجحت في جلب الأنظار عربيا وعالميا أكثر للقضية الفلسطينية وخاصة للمأساة التي يعيشها شعب غزة الذي يُباد أمام أنظار العالم.
ولم يبق للقافلة، الا أن تعود ادراجها، حفاظا على سلامة من فيها ولو بمعنويات متدنية، وتتجنب المغامرات غير المدروسة وتبقى فرص دعم الفلسطينيين دائما قائمة ومتعددة وما القافلة الا حلقة مشرفة من موجة التعاطف والاسناد التي يلقاها الفلسطينيون حاضرا وماضيا.
*نشر هذا المقال على صفحته الشخصية

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *