من ” الشعب المسلح ” و” اللجان في كل مكان ” إلى مواجهات طرابلس : جناية ثقافة القذافي على ليبيا !

باريس صوت الضفتين
عاشت ليبيا في الساعات الأخيرة مواجهات عنيفة بالاسلحة الثقيلة والخفيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الاخوة الاعداء وهذه ليست المرة الاولى التي تتجدد فيها المواجهات منذ سقوط نظام معمر القذافي في اخر شهر اوت 2011.
فمنذ خمسة عشرة عاما تعيش ليبيا حالة من اللاحرب واللاسلم وحكومتين بين الشرق والغرب وأجهزة امنية تتنازع النفوذ وفي غياب لدولة مركزية تبسط نفوذها على كامل ليبيا بجغرافيتها الشاسعة .
ورغم ان ليبيا ليست فيها طوائف ولا ديانات ( معظم يهود ليبيا غادروا ) إلا انها لم تستقر ويستبعد أستقرارها في وقت قريب على الاقل .
والسبب الاساسي هو الثقافة التي زرعها الزعيم معمر القذافي رحمها الله منذ خطابه الشهير في مدينة زوارة الذي اعلن فيه ” سلطة الشعب ” وحل الاحزاب وأستبدالها باللجان الثورية واحياء نفوذ القبائل التي حكم من خلالها القذافي الى حين سقوط نظامه .
فغياب مركزية الدولة وغياب منظمات لها حضور في الشارع – مثل الاتحاد العام التونسي للشغل في تونس مثلا – حرم الليبيين من نعمة أستقرار المؤسسات ووجود حكومة مركزية بل ان ليبيا مازالت مهددة لا قدر الله بالتقسيم مع تعاظم النفوذ الاجنبي إذ أن عديد الدول مستفيدة من عدم أستقرار ليبيا .
فالطريق الى استقرار ليبيا يبدأ بالقطع مع ثقافة ” الشعب المسلح ” وجمع السلاح غير سلطة الدولة فليبيا بلد غني وعرف شعبها بالطيبة والميل نحو التصوف وخاصة الطريقة السنوسية وهو شعب مسالم وغير عنيف وجدير بالازدهار والتمتع بخيراته العظيمة .