دعوى قضائية ضده وتحذيرات من اغتياله.. هل سيتعذر على الرئيس السوري حضور قمة بغداد؟ - صوت الضفتين

دعوى قضائية ضده وتحذيرات من اغتياله.. هل سيتعذر على الرئيس السوري حضور قمة بغداد؟

في العراق، رفعت دعوى قضائية ضد الرئيس السوري أحمد الشرع بتهمة القتل، وذلك في الوقت الذي حذر فيه الإطار الشيعي من أن حياة الرئيس السوري معرضة للخطر إذا حضر القمة العربية المقبلة في بغداد.

هل من تفاصيل حول الدعوى القضائية المرفوعة ضد الرئيس السوري؟

في البداية، هذا صحيح. الدعوى القضائية قدمها النائب في البرلمان العراقي، علاء الحيدري، وهو نائب شيعي من محافظة البصرة جنوبي العراق، ويُعد من المقربين من أطراف الإطار الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني.

الدعوى قدمت إلى المدعي العام العراقي، وجاءت في إطار ما يعرف بـ”الحق الشخصي”، حيث اتهم النائب الحيدري الرئيس أحمد الشرع بالمشاركة في قتل شقيقه وابن شقيقه، عندما كان الشرع، بحسب الدعوى، ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بعد عام 2005.

وتجدر الإشارة إلى معلومات جديدة وردت خلال الساعات الأخيرة، تفيد بوجود تحرك من بعض أطراف الإطار الشيعي باتجاه القضاء العراقي، لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوري. ويمكن وصف هذا التحرك بأنه خطوة استباقية قبل انعقاد القمة العربية المقررة في بغداد بعد أكثر من أسبوعين.

لماذا يحذر الإطار الشيعي من أن حياة الرئيس السوري مهددة إذا حضر إلى بغداد؟

بحسب ائتلاف الزعيم السياسي السني محمد الحلبوسي، فإن الإطار الشيعي يشن منذ أيام حملة إعلامية ونفسية مكثفة ضد الرئيس السوري أحمد الشرع.

هذه الحملة تتجه في اتجاهين: الأول، هو احتمال تعرض الرئيس السوري للاعتقال في مطار بغداد الدولي؛ والثاني، تعرضه للاغتيال خلال مشاركته في قمة بغداد العربية.

وأكد ائتلاف الحلبوسي أن الهدف من هذه الحملة هو إفشال جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتطوير وتطبيع العلاقات مع دمشق، كما تهدف إلى ترهيب الرئيس السوري وثنيه عن حضور القمة، في حال كان ينوي ذلك فعلاً.

ما هي الدلالات السياسية لهذا التصعيد في بغداد ضد شخص الرئيس السوري؟

بالفعل، كل المؤشرات تدل على أن التصعيد ضد الرئيس السوري بات مكثفًا في الأيام والساعات الأخيرة، سواء من خلال الدعاوى القضائية أو من خلال مواقف الإطار الشيعي.

هناك أكثر من قراءة سياسية لهذا التصعيد:

القراءة الأولى، أن الإطار الشيعي بدأ يتحرك في اتجاه معاكس تمامًا لتوجهات رئيس الوزراء العراقي وائتلاف “متحدون” السني، الذي وصف هذا التصعيد بأنه تصرف خارج عن سلطة الدولة، ويتحدى صلاحيات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

القراءة الثانية، تشير إلى أن هذا التصعيد يتزامن مع معلومات مهمة وصلت في الساعات الأخيرة من عدة مصادر سياسية في بغداد، تفيد بانعقاد اجتماع ضم أطرافا من الإطار الشيعي، وفصائل مسلحة عراقية، بالإضافة إلى ضباط سوريين مقربين من ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.

ويبدو أن الاجتماع كان يهدف إلى التخطيط لشيء كبير ضد الرئيس السوري أحمد الشرع داخل سوريا.

أما القراءة الثالثة، فهي أن هذا التصعيد جاء بعد أيام قليلة من زيارة وفد عراقي رسمي إلى دمشق برئاسة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، حيث التقى الشطري بالرئيس السوري أحمد الشرع.

وقد وصفت هذه الزيارة بأنها ناجحة جدا على المستويين الأمني والتجاري، وبالتالي ينظر إلى التصعيد الحالي على أنه محاولة لإفشال هذه الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتطوير العلاقات مع دمشق، ومع الرئيس الشرع شخصيا.

المصدر: اذاعة مونتي كارلو

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *