الأربعاء الأحمر.. حين تزهر الحياة في ذاكرة الإيزيديين/فيديو وصور - صوت الضفتين

الأربعاء الأحمر.. حين تزهر الحياة في ذاكرة الإيزيديين/فيديو وصور

روبين عمر

في نيسان أفريل من كل عام، يحتفل الإيزيديون بعيد “الأربعاء الأحمر”، المعروف بالكردية بـ “جارشمبا صور”، والذي يمثل رأس السنة الإيزيدية. يمتد هذا العيد عبر جغرافيات متعددة تشمل سوريا، العراق، تركيا وإيران، إضافة إلى مجتمعات إيزيدية في روسيا، أفغانستان، أذربيجان وبعض الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا.

يحمل العيد رمزية دينية عميقة، إذ يُعتقد في الموروث الإيزيدي أن هذا اليوم شهد لحظة ضخ الدم في جسد آدم، فدبت فيه الحياة، وبدأت دورة الخلق على الأرض. لذلك يُعتبر “الأربعاء الأحمر” مناسبة مقدسة تجسّد الحياة والبداية الجديدة، ويتحول إلى محطة سنوية للتجدد الروحي والوجداني.

طقوس مقدسة مرتبطة بالطبيعة والكون

يستعد الإيزيديون لهذا اليوم من خلال طقوس دينية وروحية تبدأ مع شروق الشمس، وتشمل زيارة المقامات المقدسة، أبرزها معبد لالش في شنكال شمال العراق، الذي يُعتبر القبلة الروحية لهذا المكون. داخل المعبد، يُعصر زيت الزيتون النقي ويُستخدم لإشعال 365 قنديلاً بعدد أيام السنة، في رمزية واضحة لدورة الزمن واستمرارية الحياة.

كما تُزين البيوت بالألوان والأزهار، وتُقدَّم الأضاحي كنوع من القربان والتقرب، في طقس يشير إلى الوفاء لعناصر الطبيعة والكون. يُنظر لهذا اليوم كموعد كوني يحمل بدايات جديدة ويمثل صلة بين الأرض والسماء.

ألوان البيض.. رمزية الأرض والحياة

من الطقوس اللافتة في هذا العيد تلوين 12 بيضة مسلوقة، حيث يتم تقسيم الألوان وفق فصول السنة. في المخيال الإيزيدي، ترمز البيضة إلى كروية الأرض، وسلقها يشير إلى تجمدها خلال العصور الأولى، بينما يُمثل تكسير القشرة بداية الذوبان وعودة الحياة.
وتُوضع البيضات الملوّنة في مركز المنزل، كدلالة على دورة الحياة والتجدد، ويكتسب هذا الطقس بعداً تربوياً أيضاً، إذ يشارك فيه الأطفال والشباب ضمن سلسلة الحفاظ على الموروث والهوية.

اضغط للمشاهدة

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *