اعتقال مفاجئ لمفتي سوريا السابق أحمد حسون في مطار دمشق

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ووسائل إعلام محلية أمس الأربعاء، أن الأمن العام اعتقل المفتي السابق لسوريا، الشيخ أحمد بدر الدين حسون في مطار دمشق الدولي، بعد محاولته مغادرة البلاد إلى الأردن لإجراء عملية جراحية في عمان.
ويأتي هذا الاعتقال في ظل وضع سياسي وأمني معقد في سوريا، حيث لا تزال السلطات الجديدة تواجه تحديات داخلية وخارجية. ومن شأن هذا الإجراء أن يثير ردود فعل متباينة داخل البلاد وخارجها، خاصة من قبل الجماعات الدينية والسياسية المختلفة، كما قد يؤثر على صورة النظام الحالي على المستوى الدولي.
وبحسب المعلومات، التي أوردها المرصد، فقد تم ختم جواز سفر حسون من قبل إدارة الهجرة والجوازات في المطار، قبل أن يتم اقتياده من قبل مجموعة من عناصر الأمن العام إلى جهة مجهولة.
ونشر المرصد صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لحسون وهو معصوب العينين.
وشغل حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية سابقاً، وكان معروفًا بتأييده القوي لنظام الأسد، وهو ما جعله عرضة لانتقادات واسعة في أوقات سابقة، خاصة بسبب مواقفه من الأحداث التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.
وقالت صحيفة “الوطن” السورية إن قوات الأمن اعتقلت حسون من قاعة الشرف في مطار دمشق الدولي دون تقديم أي أسباب.
وحسب “الوطن”، كان حسون قد أبلغ السلطات في سوريا رغبته المغادرة إلى الأردن لإجراء عمل جراحي مستعجل، ووافقت السلطات السورية على ذلك وأرسلت سيارتين لمرافقته إلى المطار مع أولاده وزوجته وفتحوا له قاعة الشرف بانتظار إقلاع الرحلة.
ولكن بعد دقائق من وصوله، وصلت سيارة ودخل عناصر إلى القاعة واعتقلت المفتي واصطحبته إلى جهة لا تزال مجهولة دون المساس بأولاده وزوجته، حسب المصدر.
وأثارت أنباء الاعتقال ردود فعل متباينة، حيث استنكر البعض اعتقال رجل دين، بينما اعتبره آخرون نتيجة لمواقفه المؤيدة للنظام.
ولم تصدر أي جهة رسمية حتى اللحظة بيانًا بشأن ملابسات اعتقاله أو وضعه الحالي، ما يزيد من الغموض حول مصيره.
ويأتي اعتقال حسون في ظل توترات تشهدها سوريا، وتكهنات حول وجود خلافات داخل الحكومة السورية الجديدة التي استولت على دمشق في الثامن من ديسمبر الماضي بعد هجوم شنته هيئة تحرير الشام وحلفاؤها من الجماعات المسلحة أدى إلى الإطاحة بنظام الأسد.
وعقب إسقاط النظام تداول ناشطون صورا يظهر فيها حسون في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، ما أثار تكهنات حينها حول فراره إلا أن ذلك لم يكن صحيحا حيث أكدت مصادر أن الصور ملتقطة عام 2007.
وشغل حسون، منصب مفتي الجمهورية العربية السورية من 2005 وحتى عام 2021 عندما ألغى الرئيس بشار الأسد المنصب.
وعرف حسون بمواقفه المؤيدة للأسد خاصة بعد الاحتجاجات ضد النظام في 2011، والتي وصفها بأنها بفعل “أياد خارجية” بدون تحديد جهة بعينها، الوصف ذاته الذي كان يقوله الأسد.
وتزامنا مع حملة استخدمت فيها “البراميل المتفجرة” ضد المعارضة في حلب، مسقط رأسه، أفتى حسون بإمكانية “إبادتها” عندما ظهر على التلفزيون الرسمي قائلا “أي منطقة ستسقط عليها قذيفة ستباد بأكملها”.