بسبب قطعه المساعدات..اتهامات متصاعدة لجيش البرهان ب”تجويع” السودانيين
تتصاعد موجة الغضب إزاء المجازر والانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، والتي لا تستهدف المواطنين الآمنين فحسب، بل تُمعن في تأزيم الوضع الإنساني المتفاقم أصلا عبر استهداف مقرات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين من مستحقيها.
وكانت قوات الجيش السوداني قد استهدفت في وقت سابق المراكز والمقرات الأممية التي تقدم الخدمات الإنسانية لملايين اللاجئين السودانيين، في منطقة النيل الأزرق، وخلّف الاستهداف موجة واسعة من الإدانة والاستنكار داخليا ودوليا. وأدانت أحزاب سياسية وقوى مدنية في السودان ما اعتبرته “عدوانا بربريا غير مبرر” على موظفي الإغاثة الإنسانية، معتبرة أن هذه الخطوة تؤكد “استمرار النهج الإجرامي الذي سلكه نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية كوسيلة للانتقام من المنظمات الإنسانية التي تقدم المساعدات للمتضررين”.
وقد أدى القصف إلى مقتل 3 من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، وعبر أمين عام المنظمة الأممية أنطونيو غوتيريتش عن غضبه الشديد لهذه الخطوة المستهجنة، والتي تزيد الوضع الإنساني تعقيدا. وقد خلصت تقارير الأمم المتحدة إلى أنّ 20 شهرا من الحرب في السودان أدت إلى تفشي أكبر أزمة إنسانية في العالم، وأن هذه الأزمة بلغت أسوأ مستوياتها هذا الشهر، وأكدت التقارير أن هذه الأزمة “من صنع البشر” مع استمرار الحرب. وأدى القصف المتكرر لمناطق مدنية إلى تفاقم الوضع الإنساني واضطرار السكان إلى النزوح، وبلع عدد النازحين منذ بداية الحرب 14 مليون سوداني، في أكبر حركة نزوح تسببها الحروب في العالم. وبالإضافة إلى استهداف مقرات الإغاثة الإنسانية والقصف العشوائي على مواقع مدنية بدا أن الجيش السوداني يتعمد قصف كل مظاهر الحياة والتضييق على السودانيين والانتقام منهم، مع تكرار قصف الأسواق التي عادة تكون محتشدة، وهو ما يوقع عددا كبيرا من الضحايا، وكان آخر عمليات القصف تلك التي استهدفت سوق مليط قبل أيام. وتسببت هذه الجرائم في تفاقم معاناة السودانيين الذين أنهكهم النزوح والمجاعة، وتكالبت عليهم الميليشيات من الداخل والخارج، وسط تأكيدات عن استعانة قوات البرهان بمقاتلين من جبهة تحرير تيغراي الإثيوبية، تقاتل إلى جانب الميليشيات المحلية. وأكد مسؤول في الأمم المتحدة أن الفرق الميدانية للمنظمة الأممية في شمال دارفور، وفي مخيمات النزوح مثل زمزم وأبو شوك، وأيضا في جنوب كردفان، “رصدت وفاة العديد من الأشخاص بسبب نقص الغذاء، كما اضطر البعض الآخر إلى تناول الحشائش وعلف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة”