مناظرة هاريس ترامب في أربع نقاط: لاغالب و لا مغلوب …
تابع الملايين حول حول العالم فجر اليوم الاربعاء المناظرة الرئاسية الامريكية بين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الاسبق ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس بايدن هاريس.
المناظرة الأولى لم تكن كافية لاعلان انتصار أحدهما و استمالة الناخبين المتذبذبين الذين لم يحسموا أمر مرشحهم بعد.
وهو ما سيجعل الأمر يحتاج الى مناظرة ثانية حيث تبدو انتخابات الرئاسة المقررة في شهر نوفمبرالمقبل، متقاربة جدا.
نائبة الرئيس كامالا هاريس المجهولة نسبيا خاضت ، مناظرة قوية حاولت خلالها ابقاء حشر خصمها ترامب، في موقف دفاعي، وجعلت النقاشات كلها تدور حوله.كما حاولت الاستفادة من ارتفاع شعبيتها واستطلاعات الرأي منذ ترشيح الحزب الديمقراطي خلفًا للرئيس جو بايدن.
اما هدف ترامب فكان واضحا وهو الحفاظ على انضباطه وتعريف هاريس للناخبين أكثر مما يمكنها تعريف نفسها، من خلال ربطها ببايدن والمواقف الأكثر ليبرالية التي اتخذتها خلال حملتها الرئاسية الديمقراطية لعام 2020.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية استخلصت بـ4 استنتاجات رئيسية من مناظرة اللاغالب و اللامغلوب:
خبث هاريس ومعاناة ترامب
إذا كان الديمقراطيون يشعرون بالقلق من أي شيء يرقى إلى تكرار أداء جو بايدن الكارثي في المناظرة في أواخر جوان الماضي، والذي أدى إلى انسحابه، فقد تبدد هذا القلق سريعًا.
إذ عادت هاريس إلى الشكل الذي جعلها تفوز بالسباق في المناظرات التمهيدية للحزب الديمقراطي في بداية عام 2020، وحرصت على أن تكون المناظرة في الغالب حول ترامب وصفاته الأقل جاذبية.
وتطرقت هاريس تقريبًا إلى كل ما لم يتمكن بايدن من الوصول إليه خلال المناظرة الأولى: محاكمات ترامب الجنائية، وأحداث الكابيتول في 6 جانفي 2021، وإشادته بالديكتاتوريين، وانتقاده للسيناتور الراحل جون ماكين وما قيل عن استخفافه بالجنود، والعنف العنصري في شارلوتسفيل الذي قلل الرئيس السابق من أهميته.
كما شملت هجمات هاريس، اقتراح ترامب إلغاء أجزاء من الدستور، وانتقادات مساعدي الرئيس السابق إبان فترة رئاسته، له، وربما الأبرز من ذلك كله، حقوق الإجهاض.
كما استفزت هاريس، ترامب أيضًا بالحديث عن تخبّطه المربك في التجمعات وحجم الحشود التي تخضر فعالياته، بالإضافة إلى الاستشهاد بمراجعة سلبية لسياساته الاقتصادية من جامعته الأم، كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا.
فيما كان ترامب في كثير من الأحيان يركز على الدفاع عن سجله بدلًا من مهاجمة بايدن وهاريس، وقاطع المناظرة مرارًا وتكرارًا ليطلب المزيد من الوقت للحديث عن نقاط ضعفه.
ووفق “واشنطن بوست”، لم يتمكن ترامب من قضاء الكثير من الوقت في ربط هاريس ببايدن حتى وقت متأخر من المناظرة. وباستثناء لحظة وجيزة قرب النهاية، لم يهاجمها حقًا بشأن مواقف ليبرالية محددة اتخذتها قبل سنوات.
كما لم يتطرق ترامب أيضًا إلى تفاصيل قليلة نسبيًا حول سياساته الخاصة، باستثناء الإشارة مرارًا وتكرارًا إلى خطتها الخاصة بالتعريفات الجمركية، والتي يشير البعض إلى أنها قد تزيد التكاليف على المستهلكين.
بينما كانت النقطة الوحيدة التي تطرق إليها ترامب مرارًا وتكرارًا هي جريمة المهاجرين والهجرة غير الشرعية القياسية خلال إدارة بايدن، وهي مشكلة حقيقية بالنسبة للديمقراطيين، حتى مع انخفاض عمليات عبور الحدود غير الشرعية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
فخ “الأكاذيب”
كان أداء ترامب في المناظرة منذ البداية عبارة عن سيل من المعلومات المضللة، فقد ادعى على غير الحقيقة، أن الديمقراطيين يدعمون إعدام الأطفال بعد الولادة، وأن الإدارة الحالية حققت أعلى تضخم في تاريخ البلاد، وأن الجريمة انخفضت عالميا باستثناء الولايات المتحدة، وأن المهاجرين غير الشرعيين يستولون على المباني في الولايات، وفق “واشنطن بوست”.
ولكن ربما لم يكن اعتماد ترامب على معلومات زائفة في أي قضية واضحًا كما كان واضحًا عندما أشار إلى “الشائعات السخيفة والمجردة من الإنسانية” بأن المهاجرين الهايتيين يسرقون ويأكلون الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، وهي مزاعم انتشرت بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من اليمين، وفق الصحيفة ذاتها.
وزعم ترامب: ”في سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب“، مضيفا ”الناس الذين أتوا، إنهم يأكلون القطط. إنهم يأكلون – إنهم يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك.“
وقبل ساعات من المناظرة، أقرّ مرشح ترامب لنائب الرئيس، جيه دي فانس، بعد أن شارك الإشاعة على “الإعلام الافتراضي”، بأنها قد تكون كاذبة، فيما قال المسؤولون عن المدينة، إنها “لا أساس لها من الصحة”.
ومع ذلك، لم يتراجع ترامب عن كلامه، مدعيًا أنه رأى أشخاصًا على التلفاز يؤكدون القصة، ما وضعه في قلب هجوم هاريس واتهاماتها له بـ”التطرف”.
هاريس و الاجهاض
تحدثت هاريس مرارًا وتكرارًا بعبارات عاطفية عن هذه القضية، مشيرة إلى أن إلغاء حكم”رو ضد وايد” -الذي كان نافذاً لخمسين عاماً والذي كان يضمن حق الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، أدى إلى قيام العديد من الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون بحظر الإجهاض، وأحيانًا دون استثناءات في حالات الاغتصاب وسفاح القربى.
وقالت هاريس: ”لا يحق للناجيات من جريمة، أو انتهاك لجسدهن، اتخاذ قرار بشأن ما يحدث لجسدهن“، مستشهدةً بكيفية تأثير ذلك على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، قبل أن تقول: ”هذا غير أخلاقي“.
وأضافت في نقطة أخرى: ”إنها إهانة لنساء أمريكا. … النساء العاملات اللاتي يعملن في وظيفة واحدة أو وظيفتين، واللاتي بالكاد يستطعن تحمل نفقات رعاية الطفل كما هي، يضطررن للسفر إلى ولاية أخرى لركوب الطائرة، والجلوس بجانب الغرباء للذهاب والحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها (في حالة الإجهاض) وبالكاد يستطعن تحمل نفقاتها”.
وكان رد ترامب هو التبرؤ بشكل أساسي من النتائج في تلك الولايات الحمراء التي حظرت الإجهاض، والاستشهاد بعدم وضع الديمقراطيين حدًا للإجهاض في الثلث الثالث من الحمل، وكذلك ترويج الأكاذيب بشأن الإعدام القانوني بعد الولادة، وفق “واشنطن بوست”.
ترامب عدوّ المهاجرين غير الشرعيين
كان من الواضح منذ اللحظات الأولى للمناظرة أن ترامب كان يركز بشكل شبه منفرد على هذه القضية، وأعاد الحديث مرارًا وتكرارًا حولها.
وقال ترامب في هذه النقطة ”لقد سمحوا بالإرهابيين. سمحوا بمجرمي الشوارع العاديين. سمحوا للناس بالقدوم وتجار المخدرات بالقدوم إلى بلادنا.“
وأضاف ترامب في نقطة أخرى: ”الهجرة السيئة هي أسوأ شيء يمكن أن يحدث لاقتصادنا. لقد دمروا بلدنا بسياستهم. هذا جنون.“
لكن ادعاءات ترامب كانت في كثير من الأحيان تنطوي على أكاذيب، على حد قول “واشنطن بوست”.
وفي الوقت نفسه، سعت هاريس إلى عزل نفسها عن الاتهامات، من خلال التمسك باتفاق الهجرة الذي أبرمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ والذي ساعد ترامب في قتله،
واتهمت الرئيس السابق، بتفضيل ”الترشح على مشكلة بدلاً من حل المشكلة“.
وحظيت تفاصيل مشروع القانون هذا – الذي جادل حتى العديد من الجمهوريين بأنه اتفاق جيد ومحافظ تمامًا – بتغطية إعلامية شاملة، الأمر الذي ساعد هاريس خلال المناظرة..