جيش الاحتلال يعلن إنتهاء عملياته في قطاع غزة بشكل عام..وماذا بعد؟
ورقة رئيس التحرير
في خطوة بدت لافتة ومفاجاة أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين أمنيين أن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة انتهت بشكل عام، والمؤسسة الأمنية أبلغت القيادة السياسية أن الوقت حان لصفقة تبادل.
وأضافت الهيئة: “يمكن لإسرائيل دخول غزة مرة أخرى عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة”.
وتابعت أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي أخبر صناع القرار أن لواء رفح التابع لحركة “حماس” قد تم تحييده وأنه غير موجود تقريبا.
في هذا البيان معطيات كثيرة:
أوّلها : أنه اعلان أحادي بوقف اطلاق النار في حال وافقت القيادة السياسية على ذلك .وهذه القيادة لن تتوانى عن ذلك لتجنّب هجوم إيراني أو من أحد أذرعته في المنطقة ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وهو الشرط الذي وضعته طهران (وقف اطلاق النار و الاعتداءات في غزة) .
ثانيها: إبقاء غزة تحت الاستعمار الكامل فالجيش الإسرائيلي بإمكانه دخولها متى يشاء و بالتالي فبإمكان إسرائيل وفق رؤيتهم تعيين القيادة التي ترضى عنها لادارة القطاع و يأتي ذلك مع رغبة خبيثة للرئيس محمود عباس بضم غزة الى الضفة مجددا بعد طلبه من الأمم المتحدة تأمين زيرة له الى غزة.
ثالثها: تلاشي حركة حماس قيادة و ميدانا بحسب ادعاءات الجيش الإسرائيلي و بالتالي فلم يتعد حماس المتحكمة بالقطاع.
أما الملاحظة الأهم فانّ هذا البيان العسكري يسوّق لنصر مزعوم ويهئء لخروج آمن من مستنقع غزة ولاغرابة في أن يكون بالتوافق مع القيادة السياسية .ثمّ أن الحديث عن تحييد لواء حماس أو انهاء مقاومتها هو ضرب من ضروب الخيال فحركة حماس ومختلف الفصائل المناضلة في غزة ولاّدة بطبعها و في أحلك فترات تاريخها بنت نفسها من جديد وعادت أكثر قوةّ .فالمقاومة في غزة فكرة لاتموت بموت الأشخاص أو أسرهم.و الرجل الأول المطلوب لدى الجيش الإسرائيلي عجز بعد 10أشهر عن أسره أو قتله ونقصد به رئيس المكتب السياسي الجدي يحي السنوار.كما أن زعم إسرائيل قتل القائد العسكري الميداني محمد الضيف قوبلت بتكذيب صريح من حركة حماس.
ويبقى السؤال الأهم هو هل ستنهي المقاومة حربها في حال أوقف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة.
الإجابة باعتقادي ستكون لا لعدة اعتبارات يطول شرحها أهمّها الاحتفاظ بورقة قوية للتفاوض حول الرهائن الإسرائيليين وتحقيق أقصى المكاسب من وراء ذلك .
وكذلك فالمقاومة تريد اعلانا واضحا بإيقاف اطلاق النار و انسحابا كاملا ونهائيا للجيش الإسرائيلي من غزة و ليس ايقافا تكتيكيا للنار و انسحاب مفتوح على عودة .