لماذا تأخرّ الردّ العسكري الثأري الايراني على اسرائيل…؟ هل ستقبض ايران ثمن رأس هنية؟
ورقة رئيس التحرير
الأمر لايتعلّق بتنسيق بين محاور المقاومة من لبنان الى العراق فاليمن ولايتعلّق بالاستعداد اللوجستي و العسكري لردّ شامل وموجع مثلما يحلم الكثير من العرب.
ولكن ايران تخشى تورّطها في حرب شاملة ليست مستعدة لدفع تكاليفها و هي التي تريد تثبيت أقدامها في نادي الدول النووية .
وبالتالي ايران تنتظر بفارغ الصبر الى التوصل لاتفاق لاطلاق النار بين حماس و إسرائيل بعفيها من هذه المغامرة غير المحسوبة .
الرئيس الإيراني قال أن بلاده لن تردّ على إسرائيل في حالة التوصل لاتفاق اطلاق النار.وطهران تلعب دورا خفيا في ذلك .لكن حماس السنوار لا تخضع كثيرا لتعليمات الإيرانيين.
ما يؤكّد ذلك الحراك دبلوماسي المكثّف من كل الدول المعنية بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لوقف الحرب حيث تربط ايران عدم ردها بوقف الحرب في غزة. مثلما اشرنا وهو ثمن قليل يراه محللون ستخرج منه تل أبيب منتصرة.
واعتقد أن الظرف اصبح مناسب جدا حيث سيعتبر كل طرف نفسه أنه منتصر على الأخر فكيان الاحتلال سيعتبر نفسه منتصرا لأنه قتل رئيس الحركة ونائبه ومجموعة من القيادة ات العسكرية للمقاومة ودمر غزة واعادها الى الوراء عشرات السنين، وستعتبر المقاومة نفسها منتصرة لأنها لم تنكسر وان الشعب الفلسطيني في غزة لم يهاجر وتحمل كل هذا الدمار ولم يستسلم وهذه تجربة عالمية في الصمود تُسجل في التاريخ، وسيعتبر الطرف الايراني أنه كان سببا رئيسيا في وقف حرب الابادة وسيعتبر حزب الله نفسه أنه الوحيد الذي وقف بجانب الشعب الفلسطيني وأنه اوقف الاشتباك مع الاحتلال عندما اوقف الاحتلال الحرب على غزة.
وكذلك هي الفرصة الاخيرة للولايات المتحدة لوقف الحرب حيث الظرف والنمط الآن جد مناسب وهي فرصتها الاخيرة لفرض وقف الحرب خصوصا أنها تدرك ان نتنياهو فقد الرشد والعقلانية السياسية وانه يسعى بنفسه لتدمير دولة الاحتلال وتفكيكها، وانه اصبح متمردا، وأنه اصبح عبئا لا يطاق على المجتمع الدولي، وكذلك تدرك اوربا ان نتنياهو ما عاد مناسبا للبقاء في الحكم حيث انه يتسبب في اشعال المنطقة بدون أي فائدة اضافية لدولة الاحتلال خصوصا بعد مرور 10 شهور على حرب الابادة غير المسبوقة والمحرجة لكل السياسات والمصالح الدولية في المنطقة.
هذا هو الظرف المناسب الآن والنمط الذي سيجذب الجميع ليخرج كل طرف ويعلن انتصاره وتنتهي هذه المجزرة غير المسبوقة التي تهز العالم كله، وان ضياعها سيكون كارثيا ليس فقط على المنطقة والاقليم بل أيضا على المستوى الدولي.
كما أن عدم ردّ ايران سيعطيها جرعة أوكسيجين إضافية لمقاومة الضغط الدولي عليها فيما يخص ملفها النووي .
فما ستكسبه ايران من عدم الردّ و تحمّل “المذلة” و الاعتداء على الشرف مثلما وصف المرشد الأعلى جريمة اغتيال هنية سيكون أكبر بكثير من دخول مغامرة غير مسبوقة في مواجهة الكيان المحتل المدعوم كلّيا من الغرب ضدّ أي اعتداء ايراني محتمل.
فهل تفاوض طهران الان من أجل قبض تمن رأس إسماعيل هنية؟!