“طريق الوحدة الأفريقية”..وقطّاع الطرق من الخونة و الجهلة
بقلم نزار الجليدي
أوروبّا استنزفت كل طاقاتها ولم تعد تمثّل حلولا اقتصادية للدول التي ارتبطت بها تاريخيا من العمق الافريقي و من دول شمال افريقيا .كما انّ هذه الدول ضاقت ذرعا بسياسات أوروبا الانتهازية و المستنزفة للثروات دون مقابل .
في هذا الاطار المتحول برز برنامج “طريق الوحدة الأفريقية” الذي انطلقت فكرته منذ عقود لكن بلورته بدأت منذ 2022 وتحديدا في الدورة الـ73 للجنة الربط للطريق العابر للصحراء و الذي احتضنته الجزائر في شهر جويلية من السنة المذكورة.
و الدول المعنية بهذا الطريق الاستراتيجي، هي تونس ومالي والنيجر ونيجيريا والتشاد و ليبيا وموريتانيا و السينغال و غيرها من الدول الافريقية.
وتبلغ المسافة الإجمالية للطريق، والذي يربط بين الجزائر العاصمة ونظيرتها النيجيرية لاغوس، 4500 كيلومتر، مع العلم أن 2315 كيلومترا منها توجد على الأراضي الجزائرية.
وفي شهر فيفري من سنة 2022، أعلنت السلطات الجزائرية أنها شرعت في إنهاء آخر شطر من مقطع الطريق الموجود على أراضيها، والمقدر بحوالي 7 كيلومترات، حيث تربط بين المركز الحدودي بولاية عين قزام، أقصى الجنوب الجزائري، وحدود دولة النيجر.
و بعد انتهاء الأشغال في الطريق العابرة للصحراء والتي ستربط تونس العاصمة ولاغوس النيجيرية مرورا بالصحراء الجزائرية والنيجر، انطلقت الأشغال الكبرى لإنجاز خط السكك الحديدية في اقصى غرب جاراتنا الكبرى. و حين تكتمل الأشغال، ستعمل الجزائر على ربط شبكتها بسكك موريتانيا. حينها، و بالتالي يسهل تنقل الأشخاص و البضائع بالقطار من تونس الى السنغال عبر موريتانيا.
وهذه الطريق المتحدث منها هي جزء من طريق الحرير التي تربط الصين بإفريقيا و ستكون تونس رئتها الأساسية بالنظر لموقعها الاستراتيجي.وهذا ما يفسر تتالي انعقاد اللجان التونسية الصينية و رفع مستوى التنسيق والتعاون الاقتصادي.
في هذا نجد عددا من أصوات النشاز التي لاترى لنا مستقبلا خارج الاطار الأوروبي لتقلّل من أهمية هذه المشاريع .وهم أشبه بقطّاع الطرق لكل محاولة من تونس للانفتاح على أسواق أخرى .لكن مؤامراتهم انكشفت ولم يعد لديهم حضور يذكر في الاعلام التونسي والأجنبي.
لأن تونس بدأت تشق طريقها بوصلتها الوحيدة البراغماتية و السيادة الوطنية .