انتخابات اللاّغالب و اللاّمغلوب … فرنسا تدخل مرحلة الارتباك السياسي !!
ورقة رئيس التحرير
نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية وفق الاستطلاعات الرسمية الموثوقة جاءت مخالفة لاستطلاعات نوايا التصويت ومخالفة لنتائج الجولة الأولى التي تصدّرها اليمين المتطرف ب34بالمائة. حيث كما هو معلوم ووفقا للنتائج الأولية حلّ
التحالف اليساري حصل في المركز الأول بحصوله على ما بين 175 و 205 مقاعد في الجمعية الوطنية في حين حل ائتلاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المركز الثاني بحصوله على 150 إلى 175 مقعدا.فيما تراجع اليمين المتطرف (التجمع الوطني) الذي فاز بالمركز الأول في الجولة الأولى الى المركز الثالث بحصوله على ما بين 115 و 150 مقعدا .
وهي نتائج اللاّغالب و اللاّمغلوب حيث لم يحصل تحالف اليسار على الأغلبية المطلقة المحددة ب 289 نائبا من أصل 577.
وبحكم عدم التقارب بين الفائز الأول المؤهل نظريا لقيادة الحكومة الجديدة و الفائز الثاني الذي لايزال يمسك بالرئاسة في نظام رئاسي ستدخل فرنسا حالة من الجمود السياسي لأسابيع وربما لأشهر و ستعيش حالة البرلمان المعلّق لصعوبة تشكيل تحالفات سياسية لتكوين الحكومة.لكن ذلك سيحدث في النهاية .
رغم أن اليساريون يريدون الحكم بمفردهم وهو ما أكده زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون، أحد أحزاب تحالف الجبهة الشعبية والذي قال في حشد من أنصاره غداة الفوز”إنّ على غبريال أتال الرحيل(رئيس الوزراء الحالي) وأنّ على ماكرون أن يدعو الجبهة الشعبية للحكم، مشدّدا على أنّها جاهزة لذلك.”
فالرئيس ماكرون لن يستسلم بسهولة و سيحاول إيجاد بقية إقامة هادئة في الايليزيه حتى 2027 حتى وان اقتضى ذلك بعض التنازل في سياسة الانفاق التي تشكّل العلامة الفرقة في التناقض مع اليسار .لكن الرجل محاصر أيضا بإحراجات المفوضية الأوروبية التي دعته و بحدّة الى خفض الانفاق .
وبينهما يبقى لليمين المتطرف كتلة هامة في الجمعية الوطنية لا تتقاسم شيئا من الأفكار و البرامج مع بقية الأحزاب ويمكن أن تكون عاملا معطّلا لأي تفاهمات.
والذي وصف رئيسه جوردان بارديلا تحالف الوسط بـ”تحالف العار” الذي حرم الفرنسيين من “سياسة إنعاش”.
متعهدًا أن حزبه لن ينزلق نحو “أي تسوية سياسية ضيقة” ومؤكدًا أن “لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل”.وفق قوله.
الكل اذن متمترس في موقعه و معسكره في انتظار ما ستسفر عنه الأيام و الساعات المقبلة.